الكلُّ يُندِّدُ، وفي المنابرِ يُعبِّرْ
تلاعُبٌ بالكلماتِ... كلُّها إشهارٌ وتزويرٌ مُقرَّرْ
بيادقُ على الرُّقعةِ تلعبُ،
وملكٌ يُصارعُ، لأجلِ التموقعِ يُحاربْ
وشعوبٌ تُدمَّرْ،
وناسٌ بالقضيّةِ تَتَنمَّرْ
كم من موقفٍ يبقى بلا مبرِّرْ،
ونحن... نحنُ الشعوبُ العربيّة، نتساءل:
أينَ عنتر؟ وأين سيفُ صلاحِ الدين؟
ألم يحنِ الوقتُ لنفرحَ وننتصرْ،
وبالعروبةِ نُبدعْ ونزدهرْ؟
لم أجدْ جوابًا عندَ أهلِ المكان،
فسألتُ الرّحمن:
هل هناك بصيصٌ من الأملِ،
يُبهجُ قلوبًا أكلها الظلمُ والخذلان؟
أنا العربي... ما زلتُ أقفُ بصمودْ
لا أعرفُ الانهزامْ، لا ألينُ، ولا أذوبُ مع الأيامْ
وكلُّ أملي يومٌ جديد،
تُرفعُ فيه المظالمُ،
ويعيشُ الإنسانُ في أمانْ
فخالقُ السماءِ لا يُضيعُ حقَّ مظلومٍ أبدًا،
تضرّعْ بالدعاءِ، وامضِ في الطّريقْ
يا شعبَ العُلى، لا تنسَ أن الدولَ تُبنى
بالسّواعدِ والآمالِ، لا بالخنوعِ والارتجالْ
فانهضْ وتأمّلْ...
الغدُ الجميلُ قريبٌ، ها هو ذا يلوحُ، ينتظرُ منْ
آمنَ بالقضيّةِ،
ولم يبعْ ضميرهُ بقروشٍ باليّةْ
رغمَ الحصارْ... نحنُ وُلدنا أحرارْ
لا نعرفُ الانحرافَ عن أصلِ القضيّةْ
فالسّجونُ لا تُكبّلنا،
وكسرُ قيودِ الجلّادِ... همُّنا
فالشعبُ المقهورُ، كلُّهُ عزمٌ وإصرارْ،
على مواصلةِ المشوارْ،
حتى لحظةِ الانتصارْ
وسيبقى... أملُنا... هو المآلْ
بقلم نادية التومي