*حفيدُ العُظَماء*
مِن أجلِ الوُجُود
وهواءِ الحُرّيةِ المَوعُود
وأن يكونَ لي
بيتٌ صَغيرٌ وحُدُود
وحديقةٌ جميلةٌ وَ وُرُود
سأَحمِلُ مَعي دِرعَ الصُّمُود :
مُصحَفي ودُعاءَ والِدَتِي
والسّجَّادَة
وصُورةَ ابني الصّغيرِ
في القِلادة
وصديقتي البارُودَةََ
سيّدةَ التَّلاحُم
لِأَكتُبَ بها أشرَفَ المَلاحِم
وَيلٌ للنَّتِنِ ذي المَآثِم
وأَعوانِهِ على الجرائم
سأُنازِلُهُم نِزالَ
مَنْ تعرّضَ للإبادة
أَسَدًا جَسُورًا
مِقدامًا كالعادة
سأرسُمُ بَسمَةَ الوَدَاعة
على الأَفواهِ المُلتاعَة
وأَغرِسُ صَبرَ النَّخِيل
في أَفنِيَةِ القِباب
سيَحِنُّ قَلبُ الضَّباب
وتُمطِرُ عَينُ السّحاب
لتَروِيَ غَلِيلَ النُّفُوسِ
وظَمَأَ الهِضاب
سَتشهَدُ السُّحُبُ
والنّيازِكُ والشُّهُب
وساحاتُ الغَضَب
والتّاريخُ في الكُتُب
بأنّنِي فلسطينيٌّ أمِين
حفيدُ صلاحِ الدِّين
والثّائِرِ المِغوار
عُمَرِ المُختارِ
وشِبلِهِ السِّنوار
سلاحي نَبضُ قَنّاصة
و مِنظارٌ دقيقٌ ورَصاصة
تُسنِدُها قُوٌَةُ الإرادة
وأنفاقٌ عَمِيقة
وخِطَطٌ غيرُ مُعتادة
ما عاد يعنيني نعيقُ الغِربان
ولا ذهابُ صَوتِ العُربان
لقد أدمنتُ العيش في النّور
ولو في ظِلالِ الأحزان
فرغم الخيانةِ والخِذلان
ما استَكَنتُ يوما
وما قَصَّرت
بل عَزمتُ على النّصرِ
وأصرَرت
وفي العاصفةِ الهَوجاءِ
أَبحَرت
ومن سَحابَةِ التّضحيةَ
أمطَرت
لنَنعَمَ بالأمانِ
وحُرّيةِ الإنسان
كمال العرفاوي
تونس في 14 / 06 / 2024