"عشق النَّوَارِسِ "
فِي قَلْبِ ذَاكَ الحُبِّ رِيحٌ تصْفٍرُ
مَنْ ذَا عَلى أَلَمِ الْفِرَاقِ سَيَقْدِرُ
تَتَفَتَّتُ الذِّكْرَى الْحَرُونَ بِمَهْجَتِي
وَأَنِين قَلْبِي بِاخْتِلَاجٍ يُعْصِرُ
ظَمْآنُ أَدْنُو مِنْ أَغَادِيرِ الْهَوَى
وعِلَاجِيَ الْمَوْتُ الَّذِي لَا يُحْذَرُ
مَوْجُ الحَنِينِ كَمَا النَّوَارِس رَفْرَفَتْ
وَجَنْاحُهَا مِنْ لَهْفَتي تَتَكَسَّرُ
وَكَمَا الَّذِينَ رَأَوكِ بَدْرًا بِالدَّجَى
بَصَرُوا بِعشْقٍ سَعْيهمْ لَا يُزْهِرُ
عِلمِي بِأَنَّكِ لبُوَةٌ وَأَسِيرَةٌ
لَكِنَّهُ الحُبُّ الَّذِي لَا يَغْفِرُ
أسْهُو عَلَى مَحْضِ الْخَيَالِ بِيَقَظَةٍ
وَمِدَادُ صَبْرِي فِي غِيَابِكِ يُقْهرُ
أُوهَكَذَا يَبْدو الفراق كجذوةٍ
فِي الْقَلْبِ يَخْبُو تَارَةً أَوْ يُظْهَرُ
أَدْرِي بِكَبْوٍ للأَصِيلِ إِذَا سَجَا
وَلَهُ عَلَى مَرِّ الزَّمَانِ تَعَثُّرُ
أُوْلِـيكِ مِنْ قَلْبِي وَمَا فَاضَ النَّوَى
فالعِشْقُ بَعْدَ مَرَارَةٍ هُوَ أَقْدَرُ
وَلَقَدْ أَمِلتُ بِأَنْ تَكُونِي غَايَتِي
أَمْسِي بِفَرَحٍ رَبَّ حَصْدٍ يُثْمُرُ
ولأنَّها الأقْدَارُ حَالتْ جَمْعَنا
حلْمِي أَرَاكِ كَأَنْجُمٍ تَتَحَرَّرُ
أَخْشَىٰ بِأَنَّكِ فِي اللَّوَاعِجِ بَيْنَمَا
أَهْلُوكِ بَاتُوا لِلهوىٰ يَتَنَكَّرُوا
يَا رِيمُ كفِّي عَنْ مُحَابات الجوى
فَلْمِثْلِنَا فَتْوَىٰ الْقَبِيلُ تَْكَفِّرُ
فَخُذِي بِأَعْنَاقِ الْمُبَاحَاتِ الَّتِي
قَضَمَتْ بِقَلْبِي عصْبَةٌ لَا تَنْصِرُ
لَوْ تَعْرِفِي يَا لوْعَتِي مَاذَا أَرَى
طَيْفُ السَّرَابِ وَفِي مَسِيركِ يُهْدَِرُ
وَكَأَنَّنِي أَهْدَرْتُ كلَّ مَحَافزي
مِنْ فَرَطِ مَا بِي هَائِمًا يَتَفَكَّرُ
فْلْتَحْنَثي يَا مُهْجَتِي مِن جائر
أفتىٰ بنَارٍ ، والْعَوَاقِبُ تُكْدِرُ
فالله قد خلق الأنام سويَّةً
أرْجُوكِ أنْ لا تُذعني إن قرَّرُوا
مُبَاح سُورِيَانَا
بِقَلَم السَّفِيرِ .د. مَرْوَان كُوجَر