غول
✍️ ل ندى مأمون
أنا مثقلٌ، يا أمي، بقلبٍ أبدلتُه بحجر...
كنتُ تلميذًا يمسك القلم،
فحوّلتني الحروب إلى صخرٍ،
يُقاوم الجبروت... ويسأل:
ما الذي بقي على وجهي من طين الطفولة؟!
صرتُ، يا أمي، مثلهم غولًا،
أعوي في الليل طويلًا،
وأطحن فوق الجبال أحلامَ شبابٍ وكهولة...
ما عُدتُ طفلًا، يا أمي.
أنا أمامك،
أُصارع نقائصهم وحدي،
ولا أظنني منتصرًا،
لكني أُسجّل موقفًا ضد طغاة...
يروق لهم سحق العُراة.
سأبقى... صخرًا بين الصخور،
وأكتبُ لأطفالٍ بعدي... بالدموع.
غادرتُ طفولتي أسفًا،
وزُرِعتْ في جوفِ الأرض كفنًا،
فلا تغادروا رحمَ الحياة، حفاةً بلا كرامة.
-------
الكاتبة : د. ندى مأمون إبراهيم 2025