وجع العتاب
أأسِرُّ حزني أم أبثُ عتابي؟
عَمَّن يُطيلُ تعاستي وعذابي
بالسرِ كم يسعى لفرض تعثري
ويصوغ جهرًا بسمة الإعجابِ
في مسكني وحدي الذي آثرته
حُبَّاً عَلَيَّ بمطعمي وشرابي
وأنا الذي صَدَّ العِدا عن مَسّهِ
وأنا الذي أدفأته بثيابي
وأنا الذي علّمتُه معنى الفِدا
وجعلتُ منه مُصَوِّبًا لحرابِ
وأنا الذي وَجَّهتُه نحو العُلا
وجعلت منه مُفَوَّهًا بخطابِ
و أنا الذي أسَّستُهُ وبنيتُهُ
فمَضَى يناضلُ جاهداً لِخَرابِ
و غدا و قد قَوِيَت عروق زُنودهِ
ظلمًا يُنغِّصُ عِيشتي بتغابِ
هي هكذا الدنيا تدور فكم رَمَت
بالقهرِ صاحب مِنَّةٍ و صوابِ
و لَكَم تَنَكَّر للجميلِ بحمقهِ
وغدى يُحَرِّف بالحديث كتابي
فغوى و أوغل و استباح كٕأنهُ
ما كان يوماً قط من أصحابي
يا ليت جُلَّ مودتي و رعايتي
كانت بما وَلَّى لبعض كلابِ
حتمًا لكنت كسبت دَهرًا وُدَّهَا
وأرحت من جمر اللظى أعصابي
لكنني مهما احترقت بغدرِ مَن
أضرَى الفؤاد وخاب فيه حسابي
أبقى على أصلِي وطِيبةِ خافقي
وأظل رغم الجرح مثل سحابِ
وأظل والأخلاق أسمو فوق ما
ألقى من الأوجاع والأوصابِ
أحيا على الشرف الرفيع بعفةٍ
حتى يُوَسِّدني الثرى أحبابي
أ/محمدعبدالوهاب الشرعبي
٢/١٢/٢٠٢٥