♠ ♠ ♠ ♠ القصة القصيرة ♠ ♠ ♠ ♠
♠ ♠ ♠ الغدل و الحياة ♠ ♠ ♠
♥ ♥ وكأنه حلم أمه تأخذ بيده للذهاب به أول يوم إلي المدرسة فهو في Kg (الروضة) ، وكان سعيداً أنه أرتدي لأول مرة بنطلوناً طويلاً وقميص وعلق على صدره بياناته كما وزعتها المدرسة على التلاميذ الجدد ، ووصل وأمه إلي باب المدرسة ، ودخلت أمه معه ، وتعجب مما رأى أمامه ، أطفالاً يبكون بصوت وآخرون يبكون بلا صوت ، وكان السؤال الذي حيره ، لماذا هؤلاء الأطفال يبكون ظلت أمه بجانبه بعض الوقت ثم عندما بُدءَ في تنظيم الصفوف ، إبتعدت قليلاً وهي تنظر اليه وتبتسم وظلت هكذا تبتعد وهي تبتسم له ، حتى وصلت الي باب المدرسة ورفعت يدها لتودعه ، والإبتسامه تشرق في وجهها وأختفت عندما هموا بالصعود إلي الفصول ، ومازال البعض يبكي والمدرسين يحاولوا تهدئتهم ، ثم دخل الفصل وهو عبارة عن سبورة خضراء وترابيزات مستديرة حول كل واحدة عدد 4 كراسي صغيرة ، كأحجام الأطفال وجلس وجلس معه ثلاثة إشتركوا هم الأربعة في أنهم لم يبكوا كالأخرين ، وظل يحرك قدماه سروراً ويدق برفق على التربيزة من الفرح بالوضع الجديد له ، وقامت المدرسة بقراءة أسمائهم وقالت كل مجموعة جالسة الأن سيظل هذا مكانها إلي نهاية العام ، ثم وزعت عليهم أقلاماً ملونه وأوراقاً ، لكي يرسم كل من الأولاد ما يريد ، وجد زملائه الثلاثة مثله تقريباً في طباعه ، ومرت الأيام وفي بداية الأسبوع الثاني وبينما أمه توصله الي باب المدرسة ، فإذا زميل التربيزة ومعه أمه توصله أيضا ، فقال لأمه هذا الولد يجلس معي تقدمت أمه الي أم زميله للتعرف عليها ، وكان زميله هذا يسمى منير وبينما أمه وأم زميله يتبادلن التليفونات معاً ، إلا وقد حضر زملائهما الأخرين مع أمهما ، تعرفت أمه عليهما وكان إسمهما أحمد وعادل وتبادلت الأمهات التليفونات حتى هذا الوقت لم يكن بطل قصتنا يعرف الفروق بين الأفراد ، إلا فرقاً واحداً هو هذا ولد وهذه بنت فقط ، حتى وجود الأبيض والأسمر والأسود لم يكن يمثل فرقاً عنده ، ورأى أمه تهنئ أم عادل ومنير بالعيد ، وتعجب أن العيد عند هؤلاء لا يكون عيداً عنده ، وعرف أن هناك أعياد لأطفال يقال لهم مسلمين وهناك الأطفال آخرين لهم دين وأعياد أخرى فهم مسيحين ، هنا دخل فى قاموس معرفته فرقاً آخر غير بنت وولد أن الولد قد يكون مسلماً وقد يكون مسيحيا ، ً وكذلك البنت فتوجد بنت مسلمه وبنت مسيحية ، وهو كان كثير السؤال لأمه عن كل شئ ، مثلاً لماذا يأتي عيد بعد أن نصوم رمضان ويصنع فيه الكعك ونسعد به ، وآخر تذبح فيه الذبائح ويأكل هذا اللحم بعد التصدق ببعضه ، وهذا ثلاثة أيام عيد وهذا أربعة ، وكانت أمه شديدة الذكاء فكان كل كلامها عنده مصدقاً ، قالت له بعد تعب الصيام نفطر ويكون عيداً والناس تحج الى بيت الله في مكه المكرمه ، فتفرح فيكون عيداً كما أن أخوك هو الأصغر وأنت الأكبر ، كذلك الأعياد هناك عيداً صغيراً ، وآخر كبير وكبر هذا الصغير ، وعرف حتى أصحاب الدين الواحد ينقسمون كذلك ، ففي الإسلام أكبر قسمين سنه وشيعة مثلاً ، حتى داخل الشيعة ينقسمون إلي طوائف ، وكذلك في المسيحية منهم الأرذوكس والكاثوليك والبروتوستنت وداخلهم بنقسمون كذلك ، وأحترم كل معتقد فعرف أن له دين وللأخرين دين ، وأستقر في عقله ، لكم دينكم ولي دين ، ويكفي أن يسود بين الجميع علاقات مواطنه محترمه ، حتى خرج على الدنيا ، من يقطعون الرؤس ويهَجرون النفوس ويدعون أنهم على الحق وصحيح الدين ، وهم لا يعلمون أن الله قال في كتابه (لا إكراه في الدين) وقال سبحانه (من شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر) ، لذلك هم من أخبر عنهم الصادق الأمين خوارج هذا العصر.
♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى