السبت، 31 مارس 2018

وليد سليم

معارضة متواضعة لقصيدة الأطلال للشاعر ابراهيم ناجي  في سجال شعري

يا فُؤادي إنني قلبٌ هوى
ذابَ حُبّاً راحَ يُذْريهِ النّوى

عاشَ دهراً في نعيمٍ حالماً
كانَ ضرْباً من شُجونٍ وجَوى

هامَ قلبي فيهِ عِشقاً خالداً
ثمَّ صار اليومَ ذكرى وانطوى

لستُ أنساكَ وإنْ أذويْتني
لا ولا حتى وإن زادَ الحريقْ

إنْ نسيتَ الحبَّ لن أنسى أنا
إنني نجمُ وفاءٍ ذا بَريقْ

كنتُ أهواكَ وقد أهديْتني
حبَّ عمرٍ زاهِراً عذْباً رقيقْ

بحرَ حبٍ قد عبرناه معا
ها أنا فيهِ وحيداً وغريقْ

يا حبيباً جاءَ من غيبٍ أتى
طائرَ الشوقِ ينادي حُلُمي
عانَقَ القلبَ بأحلامِ الهوى
قدْ جرى لحناً جميلاً في فمي

صار لي قلباً ونبضاً ثائراً
باتَ يسري في عُروقي كدَمي

صِرتَ لي كلَّ المنى والمُبتغى
كيفَ حطَّمتَ حبيبي حُلُمي

ليتَ أنسى ما جنى القلبُ عليّا
قدْ كفاني ما جرى أطلقْ يديّا

إنني أعطيتُ عمري للهوى
إنني أعطيتُ مااستبقيتُ شيّا

آهِ من غدركَ أدمى مُهجتي
كان والدُّنيا وأحزاني عليّا
كنتُ أسقيكَ شذاً من أضلُعي 
كم شربتَ الحبَّ من قلبي ندِيّا

أينَ من عيني ملاكٌ باهرٌ
فيه حُسنٌ وجمالٌ وبهاء

عبِقُ الأنفاسِ زهْراً قد شذا
حُمرةُ الوردِ تُباريهِ حياءْ

شدّني فيهِ سناءٌ ساحرٌ
ثمَّ نُبلٌ جارفٌ ذا كبرياءْ
ق
ملِكاً يجلسُ نجماً في العُلا
واثِقُ الخطوةِ قلباً ذا رُواء

مارأى الكونُ محبّاً مثلنا
كم شدونا مثلَ أطيارٍ لنا

كم ضحكنا وانتشينا فرحةً
وشدا الكونُ بحبٍ حولَنا

ونسينا كلَّ آلامٍ بنا
بعضَ فرْحٍ قدْ سرقنا علَّنا

كم نسينا الوقتَ إذ كنّا معا
وانثَنيْنا صارَ نوراً ليلَنا

وانتبهنا شمسَ دُنيانا تُفيق
زالَ ذاكَ الليلُ قد زالَ الرحيقْ

وانتهتْ أحلامُنا في صحوَةٍ
وأفقنا ثارَ في القلبِ حريق

راح ذاكَ الليلُ عنّا وانجلى
آهِ ياقلبي ... فُراقاً لا نُطيقْ

جاءَ ذاكَ الصُّبحُ ناراً ذا لظى
واحترقنا ليتَ أنّا لا نُفيق

وفطنّا كلُّ شيءٍ بقضاءْ
لو بأيدينا حَيينا سُعداءْ

كلُّ ما يجري لنا أقدارُنا
كيفَ لا نرضى بأحكامِ السماء

ياحبيبي إنْ مشَيْنا دربنا
وتباعدنا وصرنا غرباء

لا تُعاتبني على ذاك النوى
ما مضيْتُ العمرَ لو ربّي يشاءْ

ألق الحروف
عائدة قباني

وليد سليم

About وليد سليم -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :