ليل الأحبة
بقلم الشاعر حسن كنعان
ألقيتها على مسرح ثانوية الخمس في ٢٠/٦/٧٥ قبل اثنين وأربعين عاما أثناءعملي في امسلاتة/ محافظة الخمس :
دجى ليل الأحبّة في بلادي
فأرّقني وطال لهُ سهادي
وبِتُّ أقلِّبُ الجَنَباتِ فيهِ
على جمرِ النّوى ولظى البعادِ
هناكَ يقارعُ الأعداءَ أهلي
وخلف حدودهم طُغيان عادِ
أنطوي في النوى عيشاً ونمضي
على ذلٍّ أصمَّ من الجمادِ
وننساها بلاداً أرضعتنا
هوىً بالعزّ خولطَ والعنادِ
عشقتُ ربوعكِ الخضرا بساطاً
وغيرَ رباكِ ما استهوى فؤادي
أُطوّفُ في البلاد وتحتَ إبطي
مزاميري وأرغفةُ اضطهادي
ويقذفني الصحابُ بأصغريهم
كأنّي هنتُ في ديني وضادي
فتباً للزّمان يُعينُ صحباً
تُكبّلُني ويضربني الأعادي
مللتُ وموطني دوماً يراني
أشدّ مع النوى رحلي وزادي
أحومُ على الحمى والموتُ دوني
وظِلّي رائحٌ عنهُ وغادي
لئن أقضي بعيداً عن حماها
فلي طفلٌ تشوّقَ للنّجاد
ورثنا المجدَ عن آباءِ صدقٍ
ونورثهُ لأبناءٍ شدادِ
وما أُورثتُ من قارونَ كنزاً
ولا البترولُ يعبقُ من بجادي
لنا نفسٌ يُقَصّرُ عن غناها
وعندَمُها يعِزُّ على النّفادِ
غرابُ البينِ والبومُ النّواعي
ستخليها لأطيارٍ شوادِ
وأيُّ القوم أجدرُ من بنيها
على تصريف نازلةِ العوادي
شفى الأبطالُ لي غِلّاً دفيناً
وأعطتني إلى الهيجا عتادي
وماردها يجلجلُ في جراحٍ
تصُبُّ دماً وأبطحها تنادي
إذا كرهوا ملاقاتي فإنّي
بسهم الغدر ما سَهُلَ اصطيادي
لنا في النائباتِ دمٌ سخيٌّ
وأرواحٌ تفيضُ بلا عدادِ
محرّمةٌ على الأطنابِ فينا
خيامُ البؤسِ لا خِيَمُ البوادي
فويلٌ يا أولي الأحلامِ منّي
إذا ما أمسكتْ كفّي زنادي
أنا ذاكَ الفلسطينيُّ سيفي
يقدُّ الصّخرَ يسبقهُ عنادي
ألا بلّغ دعاةَ السّلم طُرّاً
بأنّ السّلمّ يبدأ من بلادي
هوَ الرّشاشُ أبلغُ من لهاةٍ
يدوّي بين رابيةٍ ووادِ
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان
بقلم الشاعر حسن كنعان
ألقيتها على مسرح ثانوية الخمس في ٢٠/٦/٧٥ قبل اثنين وأربعين عاما أثناءعملي في امسلاتة/ محافظة الخمس :
دجى ليل الأحبّة في بلادي
فأرّقني وطال لهُ سهادي
وبِتُّ أقلِّبُ الجَنَباتِ فيهِ
على جمرِ النّوى ولظى البعادِ
هناكَ يقارعُ الأعداءَ أهلي
وخلف حدودهم طُغيان عادِ
أنطوي في النوى عيشاً ونمضي
على ذلٍّ أصمَّ من الجمادِ
وننساها بلاداً أرضعتنا
هوىً بالعزّ خولطَ والعنادِ
عشقتُ ربوعكِ الخضرا بساطاً
وغيرَ رباكِ ما استهوى فؤادي
أُطوّفُ في البلاد وتحتَ إبطي
مزاميري وأرغفةُ اضطهادي
ويقذفني الصحابُ بأصغريهم
كأنّي هنتُ في ديني وضادي
فتباً للزّمان يُعينُ صحباً
تُكبّلُني ويضربني الأعادي
مللتُ وموطني دوماً يراني
أشدّ مع النوى رحلي وزادي
أحومُ على الحمى والموتُ دوني
وظِلّي رائحٌ عنهُ وغادي
لئن أقضي بعيداً عن حماها
فلي طفلٌ تشوّقَ للنّجاد
ورثنا المجدَ عن آباءِ صدقٍ
ونورثهُ لأبناءٍ شدادِ
وما أُورثتُ من قارونَ كنزاً
ولا البترولُ يعبقُ من بجادي
لنا نفسٌ يُقَصّرُ عن غناها
وعندَمُها يعِزُّ على النّفادِ
غرابُ البينِ والبومُ النّواعي
ستخليها لأطيارٍ شوادِ
وأيُّ القوم أجدرُ من بنيها
على تصريف نازلةِ العوادي
شفى الأبطالُ لي غِلّاً دفيناً
وأعطتني إلى الهيجا عتادي
وماردها يجلجلُ في جراحٍ
تصُبُّ دماً وأبطحها تنادي
إذا كرهوا ملاقاتي فإنّي
بسهم الغدر ما سَهُلَ اصطيادي
لنا في النائباتِ دمٌ سخيٌّ
وأرواحٌ تفيضُ بلا عدادِ
محرّمةٌ على الأطنابِ فينا
خيامُ البؤسِ لا خِيَمُ البوادي
فويلٌ يا أولي الأحلامِ منّي
إذا ما أمسكتْ كفّي زنادي
أنا ذاكَ الفلسطينيُّ سيفي
يقدُّ الصّخرَ يسبقهُ عنادي
ألا بلّغ دعاةَ السّلم طُرّاً
بأنّ السّلمّ يبدأ من بلادي
هوَ الرّشاشُ أبلغُ من لهاةٍ
يدوّي بين رابيةٍ ووادِ
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان