قصيدة.: زرعت قبري في المغيب ...
...
حلم العيش في الظلم ضيمُ
ودمع الحزن في العين ديم
فيسري العذاب في روحي
يرتعشُ الحلمُ بينَ يدي مغطى بغيم
فلا تُظهر شفقتك حينَ ضعف
فهجرُ الروح للانسان كسير
يا مر العيش في أنفاسي
أقول أني تائه والعذاب مقيم
فلا الأقدام تكمل ولا العز متاح
أن تعثرت الخطوات فكيف السير
أتحسس أيامي الخريفية وأتفقد
لأجد الموت بقربي عتيم
لو ينتهي العمرُ دونَ القصدِ
لي أن أزرع قبري في المغيب
الموت مصيرنا بحكم الأعراف
بؤس الحياة وبؤس واقعنا سقيم
جعلنا نتنفس من تحت التراب
ننقشُ فوقَ السحاب
- هذا قبري مت اليوم وغذا أولد
حكم علي العذاب بأن أكون كغريق
في بحر مالح أجاج
تركنا نواجه الصعاب ونتألم
في حياتنا من العطش
او نسقى الحميم أعوام
ليلي حبيس العذاب و الصَّمتُ رياحْ
لا صبحَ يؤنسُ رحلتي والنجوم سياج
مجهول طريقي عنه لا أعلم
كيف أضمد جرح الغياب
تلكَ الحياةُ بكل لونها عذاب
الظلم من كبلني والبسني العناء
فأطعمت جسدي للنسيان
وقدمايا أبت أن تعبر جولة الحرمان
فكل الكائنات تعرف مصيرها
وعلى مذبح الموت فانيا
مهما تعذبنا كنا نعرف مصيرنا
عمر لا يعرف الرجوع للخلف سائرا
زرعتُ الربيع بأرضِ الغياب
فمد الغياب جذوره في الرماد
ليتني استطيع أن أجعل للربيع وطنا
به أحتمي ويكون لي حياة ومسكنا
فازرع فيه الامل تذكارا من العدم ..
.....سعد عيسى .....