لا أذكرُ أبداً متى تسَلَّلْتِ إلى نبضي
ولا متى استوْليْتِ على ذاكرتي
ما أذكرُهُ هو حينَ وجَدْتُني بكِ مأسوراً
وكلُّ مَنْ سِواكِ ينْفُرُهُ الخافقُ نُفُوراً
وقد تجرَّدْتُ من أسلحتي مُتنازلاً عن أشْرِعَتي
لا أنْشُدُ من غيْرِكِ لا مُيُولاً ولا إبحاراً
تقُودُني إليك بَوْصَلَتِي دُونَ خيار
فأقْلَعْتُ عن حماقاتي عن طَوْعٍ
وكنتُ أختبرُ كُلَّ صِنْفٍ ونَوْعٍ
وما أحسستُ يوماً بوحدةٍ أو جَوْعٍ
ما فطنتُ كيفَ تفاقمتْ عندي الأشواقُ
ولا كيفَ حَضَنَتِ اللهفةَ والحنينَ الأعماقُ
حتّى صارَ بُعْدُك جحيماً لا يُطاقُ
أهْفُو إلى وصْلِكِ يُثيرُني اللقاءُ
أَنْشُدُ الهُيـامَ ويَغْوِيني البقـاءُ
أنتِ حبيبتي في العتمةِ ضيـاءُ
هديةٌ أنت جادَتْ بها السَّماءُ
توفيق بنيس