#الجزء_الواحد_والثلاثون
#رواية_اليتيمة_سنوهويت
بقلم الأديبة سميا دكالي
أنا تلك الفتاة التي جاءت للدنيا وفتحت عينيها لتعيش دون أب..... مما جعلني أساير حياة صعبة وأواجهها بكل صمود وتحدي لتحقيق حلم عشت عليه.
🍂 #مناجاة_نفسي 🍂
بدأت أبكي دون توقف وأنا بين أحضان جاك الذي بدا مستغربا من أمري وهو يمسح دموعي ويقبلني حتى أهدأ ......قرب لي الماء فشربت منه قليلا، بعدها طلب مني أن أعود للنوم محتضنا إياي بكل حنان وقلبي يتقطع من داخلي أعلم أن جاك لم يختره قدري ليصبح زوجا لي رغم كل ذلك الحب .....ذاك ما حكم به قطعا فقمة الأشياء لم تكن لتكتمل يوما بل تباد عند منتصفها بحكم الظروف .
عدت لنومي هروبا من واقعي ومن نفسي لم أعي إلا وبقبلة جاك توقظني إلى أن استسلمت إليه وإلى أشواقنا لنعيش لحظات أكيد ستظل مجرد ذكرى وأنا أخطها على صفحات مفكرتي .......كيف للحياة أن تسلب منا حبا مثل هذا ؟؟ فعلا هي لم تنصفنا حين ألقت بحلم غريب أمام طريقنا محاولة إطفاء جمرة حب لتحوله إلى رماد سنظل نبكي نحبه إلى أن تصعد روحينا منا .......هو الحب ما أنصف يوما العشاق بل عاش وهو يعاكسهم .
هو نفس الحب الذي سأعاني منه ضحك علي بالأمس حين خانني حبيبي وتخلى عني ليعود إلي تائبا ....والآن أنا من سأتركه ليس رغبة مني أو عن طيب خاطر بل غصبا عني فقد أصدر الحب أوامره أن لا اعيش وأستمتع بلحظاته فلست مرحبه بي عنده في بيته ....سيظل ذلك أكيد أكبر خسارة لي لأهم معركة خضتها في حياتي ......فلا الأيام ولا الأحداث ستمحو ذكرياته بل ستظل تتبعني إلى آخر رمق في عمري ما دمت سأعيش ذاك الفقد .
لم أستفق إلا على طرقات صوفي بالباب لقد نسيت نفسي مع جاك ....نهضت من فراشي بتثاقل أما هو فما زال نائما اكيد عاد متأخرا وهو بحاجة إلى الراحة ....نزلت للأسفل لأجد أمي مستيقظة لم أشعر إلا وقد ألقيت بنفسي في حضنها أبكي بحرقة على حظي الذي عاكسني ....بدأت تهدأني وتسألني عن السبب لم أرد البوح الآن فكلماتي فضلت البقاء بداخلي وكأنها أحبت أن لا تشركني مع غيرها فأحيا وحدي كل ذلك الحزن الباذخ.
تناولت فطوري ووعدتها اني سأخبرها لاحقا بكل شيء وقراري الأخير الذي سأتخذه في شأن حياتي ....أخذت معطفي وحقيبتي وصفقت الباب ورائي لأترك حبي خلفي دون أن يدري بما أخططه له ......خوفي عليه أكثر مما هو على نفسي فحين سيدري بالخبر اليقين لن يستطيع التحمل.... أمشي دون هدف وبالي مشتت نظرت إلى السماء أستعطف من اوجدها أن يحمل عني ثقلي إلا أنها بدت لي غريبة حتى هي ما عادت كما كانت فقد حجبت السحب عني قناديلها التي كثيرا ماتراءت لي وهي تشع بالأنوار احتفاء بي وبالحب الذي كان يملأني .....الآن اختفت عني ليظهر سوى السواد يلونها وطيور السنونو من بعيد مهاجرة إلى ما لانهاية بحثا عن مكان لها بعد أن حزنت لحزني وعلمت بمصابي .
وصلت لعملي وانكفأت عليه دون رغبة فقط سأعمل لأنسى أني موجودة فما عدت أرغب بشيء .....طلبت من ليفيا أن تحضر عندي بعد انتهائها من العمل تبقى الوحيدة التي تشاطرني كل أحزاني وكاتمة أسراري ......علمت من نبرة صوتي أني لست بخير ففزعت علي إلا أني طمأنتها أن لا تقلق وسانتظرها حتى انتهاء العمل لنذهب سويا لمكان نتحدث فيه على روية.
ما إن أنهيت آخر ملف بيدي حتى كانت ليفيا واقفة أمامي كعادتها ، رتبت أشيائي ولبست معطفي تأهبا للخروج .....ذهبنا لمكاننا المعتاد حتى أبوح لها بكل ما هو عندي فما عدت أتحمل أن أحمل كل ذاك العبء وحدي.....أخذنا مكاننا لم تنتظر ليفيا حتى نعتدل في جلوسنا بل بدت متلهفة لمعرفة مني ما أخبأه بين أضلعي ...
ليفيا : أخبرني ماذا تخفين عني سنوهويت حبيبتي ؟؟
أنا : لن أخفي عنك شيء الآن فانت أختي التي لم تلدها أمي ولكن هذه المرة ما سأحكيه لك سيبدو لك غريبا فقد حدث لي فجأة حتى أحدث انقلابا في حياتي لأعيش في حسرة وخذلان على حلم لم يكتمل .
ليفيا : أقلقتني عنك ماذا حصل بالضبط سنوهويت ....أخبرني بسرعة لم أعد أطيق الانتظار ....لقد نفذ صبري أختي.
حكيت لها عن كل ما أعانيه وعن الحلم الذي رأيته وتكرر لي حتى أفزعني ....فتحت فاها من شدة الاستغراب وأطرقت رأسها وهي تفكر ....بقيت ساكتة دون أن تنطق ببنت شفة أكيد هي الأخرى لم تجد أي جواب أو حل لتلك المشكلة التي ألقت بنفسها في طريق سعادتي.
أعرف ما تفكر فيه هي الأخرى تريد أن تقول لي حان الوقت لجعل حد لتلك المتاهة ..... سكوتها كاف لأعلم بما يجول في خاطرها....نعم لم يعد مجالا للتردد بل وجب قتل تلك اللهفة والاشتياق ....سأتحسر على لحظات عشق عشتها مع توأمي وعزفنا معا أجمل سمفونية حب لكنها ستظل محفورة بجدار ذاكرتنا ومعها تاريخ اليوم الذي تعرضت فيه لأبشع محاولة سرقة حب انتهت بإبادة روحية.
#رواية_اليتيمة_سنوهويت
بقلم الأديبة سميا دكالي
أنا تلك الفتاة التي جاءت للدنيا وفتحت عينيها لتعيش دون أب..... مما جعلني أساير حياة صعبة وأواجهها بكل صمود وتحدي لتحقيق حلم عشت عليه.
🍂 #مناجاة_نفسي 🍂
بدأت أبكي دون توقف وأنا بين أحضان جاك الذي بدا مستغربا من أمري وهو يمسح دموعي ويقبلني حتى أهدأ ......قرب لي الماء فشربت منه قليلا، بعدها طلب مني أن أعود للنوم محتضنا إياي بكل حنان وقلبي يتقطع من داخلي أعلم أن جاك لم يختره قدري ليصبح زوجا لي رغم كل ذلك الحب .....ذاك ما حكم به قطعا فقمة الأشياء لم تكن لتكتمل يوما بل تباد عند منتصفها بحكم الظروف .
عدت لنومي هروبا من واقعي ومن نفسي لم أعي إلا وبقبلة جاك توقظني إلى أن استسلمت إليه وإلى أشواقنا لنعيش لحظات أكيد ستظل مجرد ذكرى وأنا أخطها على صفحات مفكرتي .......كيف للحياة أن تسلب منا حبا مثل هذا ؟؟ فعلا هي لم تنصفنا حين ألقت بحلم غريب أمام طريقنا محاولة إطفاء جمرة حب لتحوله إلى رماد سنظل نبكي نحبه إلى أن تصعد روحينا منا .......هو الحب ما أنصف يوما العشاق بل عاش وهو يعاكسهم .
هو نفس الحب الذي سأعاني منه ضحك علي بالأمس حين خانني حبيبي وتخلى عني ليعود إلي تائبا ....والآن أنا من سأتركه ليس رغبة مني أو عن طيب خاطر بل غصبا عني فقد أصدر الحب أوامره أن لا اعيش وأستمتع بلحظاته فلست مرحبه بي عنده في بيته ....سيظل ذلك أكيد أكبر خسارة لي لأهم معركة خضتها في حياتي ......فلا الأيام ولا الأحداث ستمحو ذكرياته بل ستظل تتبعني إلى آخر رمق في عمري ما دمت سأعيش ذاك الفقد .
لم أستفق إلا على طرقات صوفي بالباب لقد نسيت نفسي مع جاك ....نهضت من فراشي بتثاقل أما هو فما زال نائما اكيد عاد متأخرا وهو بحاجة إلى الراحة ....نزلت للأسفل لأجد أمي مستيقظة لم أشعر إلا وقد ألقيت بنفسي في حضنها أبكي بحرقة على حظي الذي عاكسني ....بدأت تهدأني وتسألني عن السبب لم أرد البوح الآن فكلماتي فضلت البقاء بداخلي وكأنها أحبت أن لا تشركني مع غيرها فأحيا وحدي كل ذلك الحزن الباذخ.
تناولت فطوري ووعدتها اني سأخبرها لاحقا بكل شيء وقراري الأخير الذي سأتخذه في شأن حياتي ....أخذت معطفي وحقيبتي وصفقت الباب ورائي لأترك حبي خلفي دون أن يدري بما أخططه له ......خوفي عليه أكثر مما هو على نفسي فحين سيدري بالخبر اليقين لن يستطيع التحمل.... أمشي دون هدف وبالي مشتت نظرت إلى السماء أستعطف من اوجدها أن يحمل عني ثقلي إلا أنها بدت لي غريبة حتى هي ما عادت كما كانت فقد حجبت السحب عني قناديلها التي كثيرا ماتراءت لي وهي تشع بالأنوار احتفاء بي وبالحب الذي كان يملأني .....الآن اختفت عني ليظهر سوى السواد يلونها وطيور السنونو من بعيد مهاجرة إلى ما لانهاية بحثا عن مكان لها بعد أن حزنت لحزني وعلمت بمصابي .
وصلت لعملي وانكفأت عليه دون رغبة فقط سأعمل لأنسى أني موجودة فما عدت أرغب بشيء .....طلبت من ليفيا أن تحضر عندي بعد انتهائها من العمل تبقى الوحيدة التي تشاطرني كل أحزاني وكاتمة أسراري ......علمت من نبرة صوتي أني لست بخير ففزعت علي إلا أني طمأنتها أن لا تقلق وسانتظرها حتى انتهاء العمل لنذهب سويا لمكان نتحدث فيه على روية.
ما إن أنهيت آخر ملف بيدي حتى كانت ليفيا واقفة أمامي كعادتها ، رتبت أشيائي ولبست معطفي تأهبا للخروج .....ذهبنا لمكاننا المعتاد حتى أبوح لها بكل ما هو عندي فما عدت أتحمل أن أحمل كل ذاك العبء وحدي.....أخذنا مكاننا لم تنتظر ليفيا حتى نعتدل في جلوسنا بل بدت متلهفة لمعرفة مني ما أخبأه بين أضلعي ...
ليفيا : أخبرني ماذا تخفين عني سنوهويت حبيبتي ؟؟
أنا : لن أخفي عنك شيء الآن فانت أختي التي لم تلدها أمي ولكن هذه المرة ما سأحكيه لك سيبدو لك غريبا فقد حدث لي فجأة حتى أحدث انقلابا في حياتي لأعيش في حسرة وخذلان على حلم لم يكتمل .
ليفيا : أقلقتني عنك ماذا حصل بالضبط سنوهويت ....أخبرني بسرعة لم أعد أطيق الانتظار ....لقد نفذ صبري أختي.
حكيت لها عن كل ما أعانيه وعن الحلم الذي رأيته وتكرر لي حتى أفزعني ....فتحت فاها من شدة الاستغراب وأطرقت رأسها وهي تفكر ....بقيت ساكتة دون أن تنطق ببنت شفة أكيد هي الأخرى لم تجد أي جواب أو حل لتلك المشكلة التي ألقت بنفسها في طريق سعادتي.
أعرف ما تفكر فيه هي الأخرى تريد أن تقول لي حان الوقت لجعل حد لتلك المتاهة ..... سكوتها كاف لأعلم بما يجول في خاطرها....نعم لم يعد مجالا للتردد بل وجب قتل تلك اللهفة والاشتياق ....سأتحسر على لحظات عشق عشتها مع توأمي وعزفنا معا أجمل سمفونية حب لكنها ستظل محفورة بجدار ذاكرتنا ومعها تاريخ اليوم الذي تعرضت فيه لأبشع محاولة سرقة حب انتهت بإبادة روحية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق