السبت، 30 نوفمبر 2019

رحلة تألمية مع الذات للأديبة ناديا لعروصي

رحلة تأملية مع الذات
بقلم الأديبة تاديا لعروصي
قد نتيه وسط رؤى مبهمة نقف أحيانا حياري عند مفترق الطرق خطوة تجرنا للأمام وأخرى تعيدنا للوراء فنحتاج حينها إلى الانسحاب من كل هذه الفوضى وهذا الضجيج فنقف وقفة تأمل ومناجاة الذاكرة نلهت وراء زمن ينغل بقوة في الحنايا فننبش في خباياها نستأنس بماض بعيد بعيدا عن التصحر والجفاء الذي يغمر كل ماهو قائم وكل ما يحيط بنا من كل جانب نجاول أن نأخذ قسطا من الراحة والتخلص والاستغناء عن كل ماهو منغرس في سياق ملموس وحي يخترق تلك الغشاوة التي لا طالما حجبت عنا الرؤية لتتضح انذاك وتنكشف تلك الصور المبهمة فليس عيبا أن نحاول تغيير أسلوب حياتنا وتحديثها وإيجاد أسس وقوانين للتغيير قد تربحنا وقتا لاستيعاب الأمور ونصبح أنضج وأقوى وأثبت وأفضل حال من ذي قبل فقيمة التميز أن تصبح بارعا في أمور حياتك ومبدعا بأسلوبك الجديد ونحن في قمة الاسترخاء لا عبء الحياة يزعجنا ولا تلك الغوغاء ولا الضوضاء التي تعج الأمكنة تضيق عليك الخناق أو تقطع أنفاسك أو تخلخل أفكارك قد تكون بذلك وضعت لنفسك  قانونا يلائم عالمك الذي صنعته لنفسك بعدما قمت بترتيب الأفكار وكذا الأشخاص تصبح حينها صافي الذهن، خالي من كل سلبيات الحياة نتخلص من كل ما ينغص علينا حياتنا نقف فقط عند افضل اللحظات، فالصراع في حلبة الحياة أمر مفروغ منه ومفروض علينا لا مفر منه هو فقط تلك الأفكار التي تتزاحم وتتضارب وتتأرجح تتلاشى بعد ذلك كما الفقاعات التي تحدث بالماء ونتوقف عن الزحف وراء السراب والتخلص من التشبث بتلك الأوهام صحيح أن بعض المواقف قد تثيرنا ولكن قد تطرد تلك الرخاوة عن حواسنا ومشاعرنا وقد تقع بعض الارتجاجات في بعض الغايات في هذا العالم المحذوذب والمليء بشتى انواع الصراعات لنفتح أعيننا ونترك المجال وبرحابة الرؤيا الحلمية التي تلوح كالومض المبهر وان الحياة تحمل بين طياتها ما هو أجمل وأفضل وكأنك أمام مرآة تظهر لك حقيقتك بدون أي زيف.
بقلم (العروصي نادية)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق