رحلة تأملية مع الذات
بقلم الأديبة تاديا لعروصي
قد نتيه وسط رؤى مبهمة نقف أحيانا حياري عند مفترق الطرق خطوة تجرنا للأمام وأخرى تعيدنا للوراء فنحتاج حينها إلى الانسحاب من كل هذه الفوضى وهذا الضجيج فنقف وقفة تأمل ومناجاة الذاكرة نلهت وراء زمن ينغل بقوة في الحنايا فننبش في خباياها نستأنس بماض بعيد بعيدا عن التصحر والجفاء الذي يغمر كل ماهو قائم وكل ما يحيط بنا من كل جانب نجاول أن نأخذ قسطا من الراحة والتخلص والاستغناء عن كل ماهو منغرس في سياق ملموس وحي يخترق تلك الغشاوة التي لا طالما حجبت عنا الرؤية لتتضح انذاك وتنكشف تلك الصور المبهمة فليس عيبا أن نحاول تغيير أسلوب حياتنا وتحديثها وإيجاد أسس وقوانين للتغيير قد تربحنا وقتا لاستيعاب الأمور ونصبح أنضج وأقوى وأثبت وأفضل حال من ذي قبل فقيمة التميز أن تصبح بارعا في أمور حياتك ومبدعا بأسلوبك الجديد ونحن في قمة الاسترخاء لا عبء الحياة يزعجنا ولا تلك الغوغاء ولا الضوضاء التي تعج الأمكنة تضيق عليك الخناق أو تقطع أنفاسك أو تخلخل أفكارك قد تكون بذلك وضعت لنفسك قانونا يلائم عالمك الذي صنعته لنفسك بعدما قمت بترتيب الأفكار وكذا الأشخاص تصبح حينها صافي الذهن، خالي من كل سلبيات الحياة نتخلص من كل ما ينغص علينا حياتنا نقف فقط عند افضل اللحظات، فالصراع في حلبة الحياة أمر مفروغ منه ومفروض علينا لا مفر منه هو فقط تلك الأفكار التي تتزاحم وتتضارب وتتأرجح تتلاشى بعد ذلك كما الفقاعات التي تحدث بالماء ونتوقف عن الزحف وراء السراب والتخلص من التشبث بتلك الأوهام صحيح أن بعض المواقف قد تثيرنا ولكن قد تطرد تلك الرخاوة عن حواسنا ومشاعرنا وقد تقع بعض الارتجاجات في بعض الغايات في هذا العالم المحذوذب والمليء بشتى انواع الصراعات لنفتح أعيننا ونترك المجال وبرحابة الرؤيا الحلمية التي تلوح كالومض المبهر وان الحياة تحمل بين طياتها ما هو أجمل وأفضل وكأنك أمام مرآة تظهر لك حقيقتك بدون أي زيف.
بقلم (العروصي نادية)