تَقَزَّمَ مَجْدُنا
بقلم الشاعر محمد الدبلي الفاطمي
بناقوس البيان دققت حرفي***وعبر المفردات صنعت زحفي
سأعلن عن ولادة زمهرير***وأطعن بالرّماح رهيــب خـوفي
ومن رحم العروبة جئت حرّا***فقوّى الله بالتّوفيق ضـــــعفي
لأخبر أمّتي بوصول فجر***أشعّة شمسه انفجـــرت بجـــوفي
سأصرخ كي ينال العزم منّا***فنحن اليوم أشـــــبه بالخـــراف
////
نبشت بمعولي إرثا تليــــدا***به الأدب ارتقـــــــى فبدا جــديدا
وجدته في الهدى تبرا نفيسا***ونورا في الظّلام لنا مــــــــفيدا
فسرت إليه في خلدي حثيثا***كأنّي في الخطى كنـــــت الوليدا
وشعّ الفقه في العينين لمّا***رأى التّفكير في نظري بعيــــــــدا
رأيت لسان قومي في خيالي***لسانا يســـــــــــتطيع بأن يزيدا
////
تقزّم مجدنا عرضا وطـــولا***فصـــرنا في مواطننا وعــــولا
نجعجع في الكلام بلا طحين***ونزعم أنّنا نبنــــي الحـــــــلولا
ونتّهم اللّسان بدون فــقه***ولا علم يعلّمــــنا الأصــــــــــــــولا
قضينا في التّخلّف ما قضينا***ونحن اليـــــوم يلزم أن نقــــولا
ويلزم أن نكون بكلّ عـــــزم***شعوبا تستــــحقّ بأن تصــــولا
////
ندوب الجلد في جسدي تشيرُ***إلى قهر تحمّـــله الضّـــــــــميرُ
نزلتُ على الكراهة في سجون***بها الجلاّدُ يرهبهُ الأســــــــيرُ
رأيتُ هنــــــــالك الأيّامَ سوداً***وقهرُ النّاس شرّ مســـــــــتطيرُ
رموني في الزّنازن مثل وحْشٍ***كأنّي في الورى بــــشرٌ حقيرُ
وفي قبر العقاب قضيتُ عقدا***من الأعوام يعلمهُ الخــــــــــبيرُ
////
دعوا التّفكير يبتـــــكر الأمل***فإنّ الشّــــــعب قد فقد العــــــمل
متى نعقل مقاصدنا سنحيا***بنور في العـــقول وفي المـــــــــقل
ونحن إذا نفوس النّاس شاءت***تسلّقنا الشّعاب إلى الجــــــــــبل
ورثنا الفقه في التّـــــنزيل دينا***وذلك في الحياة هو الأمــــــــل
نرى الدّنيا ممـــــــــرّا نحو خلد***به الرّحـمان قد فرض الأجـل
////
أروني أمّة رقدت قـــــــــــرونا***وأغلقت البــــــصائر والعيونا؟
ندهده في الرّؤوس بغير فهم***ونرفض أن نقـــــــــوم وأن نكونا
إذا مال الوجود بنا ارتعشنا***ونحن بدين ربّي مـــــــــــــــسلمونا
نخاف الغير والرّحمان ربّ***فهل نحن الرّعاع الظّالمــــــــونا؟
إلهي أيقظ التّفــكير فينا***فعفوك بالهدى أحيا القــــــــــــــــــرونا
محمد الدبلي الفاطمي