(هروب نجمة )
بقلم الشاعرة سهى نجم الدين
حين تنحنح الليل وأسدل ستائره خلف مغيب الشمس الضحوك ، تحلقت الأنجم حول قمر وحيد يتدلل بفرح ..أخذت تتراقص في كونها السرمدي ، تقهقه تتراكض كالأطفال ،
الكل بحالة انبهار تلك تقفز فوق غيمة حالمة تلاحق
النسيم العليل ..وتلك تدور حول نفسها لتتلقف الفجر الغافي البعيد ؛
أما نجمة المساء الصغيرة قررت الهروب في تلك الليلة نحو عالم جديد غريب
أخذت من قطن السماء عباءة من نور ،
تسللت نحو كوكب مضيء بيضاوي سعيد ..
هامت بين الأزقة تستمتع بتنهدات الحالمين
وقفت خلف نوافذ العاشقين
تسللت إلى الحانات إلى المراقص إلى المرافىء
كانت تلتهم الأرصفة ، تعدو نحو كل الأمكنة ؛
في لحظات جنونها وشرودها
رأت تلك العينان الخضراوان
اعتقدت بأن القمر لحق بها واندس داخل ذلك القميص الأبيص وفاض نوره بين أزرار متكورة تلتف حول سواعد فيها الراحة والنعيم
ارتجفت !!
أشاحت نظرها ،
صوت رقيق ندهها
دقات ساعة تلتف حول معصم فيه من الخشونة مجبولة بنعومة الحالمين
إبتلعت أنفاسها مرات ومرات
ما بالها !!
ما أصابها ؟
إستدارت حول معطف نسج من رجولة تعبق نار
رحيق أزهار يلف المكان ..
إقتربت ..تلمست البهاء
وضعت رأسها على كتف المجهول
من دون أن تشعر سقطت منها دمعة
تشابكت داخل خاتم صنع من الالماس
تمايل وشاحها مع لفحة ريح
غمرت كونها الجديد
وضعت على خده قبلة
إبتعدت ...وعادت لكونها المتوحد مع ظلام الليل
لتنظر لقمرها خلف تلال الهوى
يمشي على الأرض بهيبة ملاك
هي عاشقة
لا لا للقمر السابح في الفضاء
إنما
ل قمر جعلها تتحول من نجمة الى أنثى
سقطت من السماء سهوا"
وعاشت النعيم لحظة من اللحظات ..
سهى زهرالدين