عبد الحميد مشكوري
جمع غفير
نصف مليون
احتشدوا هناك
بعدما رحلوا
وتركوا فينا
فراغا كبير
بعدما ودعونا
و العالم لا يبالي
يلقي بأجسادهم
عشواء
في صناديق
مصنوعة من قوارير
همنا ليس من رحل
فغدا ننساه
ونقول جاءهم الأجل
كان فلان
واليوم غادرنا
دون أن نودعه
خطفته المنايا
أمام أعيننا
على عجل
أتساءلنا
هل ماتوا
بالكوفيد
أم من قلة الدواء
في الوريد
أم أنهم قتلوا
باستهتارنا
وغياب الضمير
كنا نسمع بالوباء
ولا نصدق الخبر
كنا نسمع
ولا نشعر بالخطر
كنا نشاهد
أرقام الإصابات
ونكذب أعداد الوفيات
حتى رأينا أهلنا
سقطوا وأصبحوا رقما
كباقي النزلاء
في الحكيم والبشير
ألا يكفيكم
أن الطبيب مصاب
بل مات
في عز الشباب
من أجلك أنت
توارى عن الأحباب
و المشفى
لم يعد قادرا
على توفير سرير
ألا يكفيك
أن العلاج مفقود
والوباء منتشر
كالنار في الوقود
وأنت لا تبالي
بمن يعاني الألم
بمن يئن
من السقم
يشتاق لذي رحم
يمسح دمعة
يخفف حرارة
لهيبها كالسعير
اليوم نودع
غريبا
و بعده قد يصاب
حبيبا
فاحذر دورك
فغدا لناظره قريب
اعمل بالنصائح
وخذ كل التدابير
ــــــــــ
عبد الحميد مشكوري
الجزائر -- بسكرة --