آخِرُ مَعْبَرْ
بقلم الشاعر عبدلي فتيحة
إذا ذا الزمان جَارَ و قَرَرْ
فَقُلْ لَه أَكِدْ ما عُدْتُ أَشْعُرْ
فقد ضَاقَ وَجْدِي و زاد لِحَدٍ
و كُلُ شيءٍ إذا فَاضَ يَقْطُرْ
و كُلّ حَزينٍ يَمَلُّ بِحُزْنِه
و يُمْطِرُ غَيْمَهُ بعد التَّصَبُرْ
قَسَوتُم كَثِيرا ولا زِلْتُ أنظُرْ
فكفُُوا أذاكُمْ أما زَال يُمْطِرْ
و ذاكَ القِناعُ كثيراً تَكَرَرْ
فلا مَعْنَى يُجْديِ منه لِيَْكْثُرْ
و أنتُم عَلِمْتُم بأنَّ الكلام
فهِمْتُهُ قبل أن كان يُذْكَرْ
فمَلَّ المَلَلُ منكم جَميِعا
و كل دورٍ أبَى ان يُعَبِرْ
فلستُ غَبِياً أجَازَ فكَرَرْ
و هل هذا مِنْكُمْ دهاء لِيُذْكُرْ
فغَيِّروا لون سِتَار المَسار حْ
ذاك المسحوقُ فيكم ما صوَّر
بُغْضاً يُرَبَى من جيلٍ لجيلٍ
ليُصْبِحَ وحْشاً قوياً و يَكْبُرْ
و يَبْحَثَ عني في كل حِينٍ
كأنّ دمائي العسل المُقطَّر
في أي المدارس انتم درَسْتُمْ
فذا الفن فيكُمْ خَلابٌ و يُبْهِرْ
عوَدْتُمُونِي الكُتُبَ المُمِلة
و أنا أُفَضِّلُ شيئا مُؤَثِرْ
يَغُوصُ بِعُمقِ ألْوانِ الخداعِ
يكونُ فِطْرياً وليس تَصوُّرْ
و قَدْ حَجَزْتُ الَّصَّفّ الأمامي
دعَوْتُ كل جروحِي لِتحضُرْ
فهذي ربما الحلقة الأخيرة
فمُسْتَحيل أغِيبُ لا أُذْكَرْ
و أنا أعَدْتُ كلّ الحِكاية
و صُغْتُ كلّ دورٍ أُفَكِر
نسِيتُمْ شيئا وحيدا أضَفْتُه
بأنّ الله قويٌ و يَنْصُرْ
و أنّ سِهام الليل تصيب
ليستْ سوى مسرحية لتُحْضَرْ
فهذي الأدوارُ لنا بالتبادل
و ذا القبرُ منّا آخِرُ معْبرْ
عبدلي فتيحة