بقلم الشاعرة زكية أبو شاويش
زوبعة البحر _________________________البحر : الوافر
أرى أنَّ الزَّوابعَ تتَّبعني ___ لتبدي ما جرى منِّي وعنَّي
تجودُ لكلِّ أرواحِ البرايا ___ بما قد أسقمت روحي وظنِّي
فهذا عالمٌ كالرّيحِ يمضي___ إلى بحرِ الفناءِ بكلِّ فنِّ
فلا وترٌ لشوقٍ باتَ يحنو ___ ولا صبرٌ يزيحُ الغمَّ مِنِّي
كموجِ البحر إذ أحنى ظهوراً ___لرملِ يجتبي وصلاً لِبينِ
.................
وأنواءٌ الحياةِ لها مُعانٍ___ يطيلُ الصَّبر لا يرضى بِمَنِّ
وإني قد علوتُ على قضاءٍ ___ كزوبعةٍ ببحرٍ مثلَ جنِّي
فهل في الكونِ ما يحلو بفقدٍ ___لأحبابٍ ومن بالوصلِ يُهني
أراني لا أُطيقُ نفاقَ صحبٍ ___ إذا ما الحزنُ جاءَ بكلِ لونِ
فأعتزلُ المحالسَ لا أُجاري ___ رياءً قد أتى دهناً كسمنِ
..................
على ظهرِ السفينةِ كِدْتُ أبكي ___ فراقاً لا يروقُ لأيِّ سِنِّ
لقد أصبحتُ كهلاً من عذابٍ ___ أقضَّ مضاجعَ الأضلاعِ مِنِّي
وذا سفرٌ يرومُ لنا علاجاً ___ فهل في العمرِ ما يبقى لشَنِّ
على مُرِّ الحياةِ نصبتُ وهماً ___وعشتُ مع الخيالِ بكلِّ وهنِ
ولم أر غيرَ نوءٍ باتَ يعلو ___ كزوبعةٍ ببحرٍ لم يَكنِّ
...................
أرى الأيامَ تحصدُ ما تبقّى ___ من الأملِ الَّذي فوقَ المِجنِّ
وإنِّي قد أعودُ بلا غطاءٍ ___ يواري سوءةً عن كُلِّ عينِ
فلا واللهِ لا أرضى بيأسٍ ___ يحطِّمُ نفسَ من يحيا بمنِّ
من الرَّحمن إذ أبقى قريباً ___ وبالإيمانِ لا أشقى بعونِ
أُصلي ما حييتُ على نبيٍ ___وآلٍ والصِّحابِ وَمْن يُمَنِّي
....................
الخميس 13 رجب 1442 ه
25 فبراير 2021 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام