هنيئا لمن عاش في الدّنيا زاهدا
بقلم الشاعر منير سويسي
هي الأيّام تجري كجري السّحاب
وأعمارنا تطوى كطيّ الكتاب
ونحن نعدو خلف زيف خادع
نراه ماء وهو بعض من سراب
ولا نصحو إلاّ على الموت يأتينا
ولم نقرأ له بعد أيّ حساب
فصندوق أعمالنا من برّ خلا
وصارت آخرتنا شبه خراب
هي الدّنيا تستميل قلوبنا
وتسقينا السّموم في حلو الشّراب
فلا نستفيق إلاّ وقد سرنا
إلى قبور وحفر من تراب
ألا تبّا لدنيا لا تساوي عند
اللّه مقدار جناح من ذباب
لكنّها عند البعض منّا سببا
لأجلها يحيون دوما في احتراب
فالهوى إلاه لا إلاه سواه
وحبّ المال يسلب لبّ القلوب
تركنا قرآننا خلف ظهورنا
سخر البعض منّا من هدي الحبيب
والكلّ يرجو رحمة اللّه ولكن
دون أن يعدّ شيئا من الأسباب
هنيئا لمن عاش في الدّنيا زاهدا
كعابر السّبيل فيها والغريب
ما تعلّق قلبه بها أبدا
فعند اللّه أكرم به من حبيب
وليست الجنّة حتما بالتّمنّي
ولكن بأن تسير على الصّواب
فلا تأتي من الأعمال إلا بما
شرع اللّه وبيّن في الكتاب
ولتلتزم هدي الحبيب محمّد
بذلك تلقى الخير يوم الحساب
جنّات عدن من المولى ورضوانا
والنّجاة يومها من شرّ العقاب
فإن كنت قد وعيت القول يا أخي
فدعوة منك لصاحب الخطاب
منير سويسي 27 مارس 2021