الأربعاء، 29 سبتمبر 2021

رواية عبور البحر الأبيض المتوسط للأديبة سميا دكالي

 #رواية_عبور_البحر_الأبيض_المتوسط  💦

بقلم الأديبة سميا دكالي

تحكي الرواية عن حياة فتاة عاشت في ظل أوضاع أسرة مغربية تقليدية....تحكمها تقاليد وعادات المجتمع التي ظلت تحت رحمتها.... مما عاق دون تحقيق أحلامها... إلى أن وجدت نفسها قد  عبرت البحر الأبيض المتوسط باتجاه مارسيليا.... حيث ضاع ابناءها هناك، وهم عرضة تياره الذي جرفهم للغوص في حياة ما كانت من أصلهم.


#الفصل_الأول       (في المغرب )


#الجزء ٧


فتحت عيناي في الصباح على خيوط الشمس المنبعثة من زجاج نافذتي. نهضت من فراشي بتكاسل، وقلبي يحدثني أن هذا اليوم لن يكون كسائر الأيام. توضأت للصلاة فقد تعودت عليها منذ صغري. فكم حكى لنا أستاذ كنت أدرس عنده عن تارك الصلاة والعقاب الذي ينتظره، فمازالت تلك القصص التي كررها لنا محفوظة بذاكرتي، جعلتني أتمسك بالصلاة حتى أصبحت لا أستطيع تركها. وإن حصل وجمعت الفرضين مع بعضهما أجد نفسي غير مرتاحة، إلى أن أقضي ما علي هي نعمة أحمد الله عليها.


ما إن انتهيت من صلاتي حتى سمعت نداء أمي من المطبخ. قصدتها لأجدها منشغلة مع جارتنا بإعداد أصناف من الحلوى. هممت بسؤال أمي، إلا أنها أجابتني بعد أن رأت الفضول الذي بدا واضحا علي، وأدركت أني أتوق لمعرفة السبب. 


- خطيب سيأتي هذا المساء ليطلب يدك منا.

- كيف يحدث ذلك أمي بهذه السرعة دون إعلامي مسبقا؟

- ليس لدينا بنات ننتظر منها القبول، نحن أدرى بمصلحتك، فأبوك يعرف أباه منذ زمن قديم. وهو من عائلة محترمة والإبن يعمل خارج البلاد، إنها فرصة لن تعوض.


أحسست كأني لا شيء مجرد جسد يتحرك يقودانه إلى حيث يأمرونه، أما عقلي فلا أستخدمه في شيء. كما شعرت بالاختناق يملأ نفسي، فرغبت حينها أن أختلي بنفسي لأبكي وأبكي حتى أرتاح منّي. إلا أن ذلك لم يُسمح لي به، بل أمرتني أمي أن أساعدها فيما هي منهمكة فيه.


في المساء بعد أن أعددنا كل شيء، أخذتني أمي إلى غرفتي رفقة جارتنا التي كانت تساعدنا منذ الصباح. ألبسوني أحسن ما عندي. لم أكن حقيقة سعيدة لكني كنت أتصنع الابتسامة، حتى أبدو لهم كما يريدون أن أكون.


هو الخطأ سنظل نحياه، أن نفكر فقط في الحصول على عريس في المستوى. ليس مهما كيف سيكون، وهل سأستطيع العيش معه؟ أو هل هو يشبه ذاك الذي كنت أحلم به وأنا بين النوم واليقظة. أكيد كل ذلك لم يعيروه يوما اهتماما. المهم أن يظهروا أمام الناس سعداء ويحافظون على مظهرهم الخارجي.


    #سميا_دكالي


(يتبع)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق