لهفة شوق
بقلم الشاعر عبد الحفيظ بوعلي
لهفة أشواق ساقت خطانا
مضت حثيثا ليس يضنيها تعب
مثل آلات تسير بدرب الحياة
وكان الشوق وقودها والحطب
فما باله وقد صار العمر خريفا
أضحى كشلال جف نبعه فنضب
هل هكذا دوما، وإن جهلنا، تسير الأمور
إذن فليس لنا أن نجادل في أمر وجب
أم أنه خَطْبٌ ما أصاب سوانا
يقول لنا في دنياكم هناك عطب
ربما ما عادت لكم بالشوق حاجة
ولم تعد لكم غاية يكون إليها سبب
فصار اليوم شوقكم رمادا ذليلا
وكان بالأمس جبارا فيا للعجب
فمن سواه يضيف للحياة ملحا
وكيف يعيش حبيب مع من أحب
ومن يكون إداما في طعام الحياة
ومن يكون وسيطا وقت الغضب
وهل سيمضي رتيبا قطار الحياة
لا لهفة تحث الخطى فتطيع الرُّكَب
ولا شوق يملأ الخيال حنانا
فتذهل عن كل عيب عيون المحب
عبد الحفيظ بوعلي