الاثنين، 20 مارس 2023

أمي للدكتور محمد حسام الدين دويدري

 أمي

محمد حسام الدين دويدري

_________

الحبّ في قلبِها المحزون موقِدُهُ=والصدق من ثغرها البسام موردُهُ

كم أشرقت تَترَع الآلام حين رأت=دمعي يسيل لهمّ صِرْتُ أعهدُهُ

كانت تخفف عن صدري الحزين أسىً=كي أستعيدَ سداداً كِدتُ أفقدهُ

تبغي مجابهة الآلام؛ تهزمها=حتى أحقق نصراً كنت مبعَدَهُ

حين استباح عيوني الضعف صرت أرى=دمع الشقيّ على الخدين مُرعِدُهُ

إذا دنوتُ تَسامَتْ بابتسامتها=كي لا أُحِسَ بما أضحتْ تعانده

وإن لجأتُ إلى الصدر الحنون غدا=دفق الحنان سنا في القلب مقصده

كم أدّبته وكم راحت نشيد على=أسّ العَفافِ بناءً كي ترشِّدهُ

حتى تقيمَ على الأخلاقِ بنيته=تبغي الصلاح بشرع لا يبدِّدُه

مازلت أذكر أياماً لزمت بها=ذاك السرير على لحنٍ تردده

كنت الصغيرَ وكانت في تودُّدِها=تجني العناء بما أضخت تعانده

في الليلٌ تسهر كي تحكي لأوردتي=عن عالمٍ غامضٍ ما كنت أشهدُهُ

تنثال من ثغرها ترنيمة عبقت=من قلبها بالدعا لله تحمده

فاضت على وجهها إشراقة ومضت=في صبرها تشكر الله وتعبده

كان المخاض صدى شوقٍ جنته فلم=تأبه وفي صمتها جهد تعاضده

حتى كبرتُ وأثرتني سماحتها=والصدر لي منزل مازلتُ أسعِدُهُ

وصِرتُ من فضلها بين الورى رجلاً=يبتاع من علمه ما ليس يُنجِدُهُ

ويجتبي العيش سعيا كي يصير أباً=في واحة رامها نصراً يُمَجِّدُهُ

لكنني سوف أبقى ما حييت وفي=قلبي مدى طاعة ليست تُرَمِّدُهُ

**=**

كم ليلة سهرت والدمع عالمها=إنْ لفَّني ألم واهٍ فتُبعِدُهُ

تحنو على وجنةٍ ظمأى لِقُبلَتِها=يَنساب في ثغرها لحنٌ تُسَدِّدُه

مازلت أسمعه في عمق ذاكرتي=وأشتهي كرماً في القلب تحشده

مازلت ابناً نما في حضن مدرسة=أثرته من كنز أخلاق تؤيده

أمي وفي أضلعي مهما كبرت فلن=أنسى بأن السنا كفاك مورده

مهما بعدت ومهما ضمني رغد=فالحب في قلبك الوضاء أنشده

,,,,,,,,,,,,,,,

حلب الجمعة  20/3/1981

من مجموعة: قصاصات على شواطئ الزمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق