مومياء اللصوص
محمد حسام الدين دويدري
_____________
تراشق المحنّطون بالسباب والوعيد
وقرروا أن يغمسوا رؤوسهم في بركة الصديد
ويأكلوا اللحوم والتمور والثريد
ويشربوا عصارة الورود والخمور بالجليد
ويلبسوا الجديد
ويركبوا إلى البنوك خيرة الخيول
ليودعوا الرصيد
ويُسكِروا أحلامهم بالربح والخلود
وبيدر الوعود
بقادم رغيد
تسوده النقود والإماء والقدود والخدود
وكثرة العبيد
* * *
تحلّق المحنطون حول بركة الصدى
تجادلوا....
تفاصحوا...
تناصحوا
تصايحوا
وأصدروا قرارهم
فلوّثوا الندى
وأقفروا بجهلهم مزارع الهدى
ليجعلوا من الصديد المر مقصدا
ومن مراتع بها الأشواك موردا
ومن شواطئ الدماء بؤرة الردى
تتوه فيها خطوة الساعين للهدى
إذ بات يبدو سعيهم محطّماً و مُجهَدا
فتلك كانت قصة الجياع
صارت للضياع موعدا
طريقها غدا بوجه الحب درباً موصدا
وليتها غدت لمن يزورها المجدِّدا
لتجعل الصدى لهم كما الحصاد مسعِدا
ومن حقول جنة الأحلام مسجدا
ينيرها الأذان كي يصافح المدى
لكنها باتت هباء ضائعاً ... مبدّدا
وعشبها... و قمحها أمسى بها متعفناً
حصاده مخصّص لمن طغى وأفسدا
وظلّه غدا على الثرى محرّقاً.... مرمّدا
يزيد من تكاثر اللصوص
والشرور
والعدى
لتطُرَدَ الطيور حيث يغدو جلّها مشرّدا
* * *
وهكذا تكاثر المحنّطون في مفارق الدروب
يحاصرون نفطنا... وماءنا....وقمحنا المنهوب
ويزرعون الفقر في الجبال والسهوب
ليملؤوا برزقنا المسلوب
قدورهم...وقبورهم...
ويعمروا بنوكهم
ويتخموا الجيوب
.................
6/3/2021