الجمعة، 16 فبراير 2024

Hiamemaloha

بكفر النوايا للشاعر مصطفى محمد كبار

 بكفرِ النوايا 


و يغمرنا البؤسُ باليقينِ  فتكسرنا

أضرحةٍ قد تلاشتْ برحيلها ببكايا


فأنا المغلوبُ  بأرقُ الدمعِ  و أغدو

مهزوماً بألمي  من صبحي  لمسايا


و العمرُ  كالجحيمِ يرقصُ  بوجعهِ

فيستبيحُ حالي زمنَ الموتِ برؤايا


المهالكُ تدنو بالشركِ  بركنُ الظلامِ

و يسلو الوجع  بمرهِ  بكلِ  الحَكَايا 


قد  تهاوتْ  من  العمرِ   كلُ  صبحٍ

و تكاثرتْ بجسدي   طعنُ  العِدايا


ذاكَ الأمسُ  و هذا الحاضرُ  الأليمُ

كيفَ نحملهُ  و ثقلُ الدمعِ  بالقنايا


فتهدُ  بأوصالِ  الدروبِ  و تقطعها

طعناتٍ كالسربِ تأتي إلينا كشظايا


و مازلتُ بأحزاني أجرُ  مرَ السنينِ 

تائهٌ معتوه  يهربُ  من جلِ الكبايا


قد أذاقَ  القلبُ  الويلَ  لألفِ  قرنٍ

كسرٌ بليغٌ و مرٌ  راحَ يبرحُ بالأسايا


حيناً يرهقنا الصبحُ  بفجرٍ  مقتولٍ

و حيناً  ترجمنا الشياطينُ  بالنكايا


إن كان للنجاةِ طوقٌ قد نالها اللثمُ

فليسَ لنا نجاةُ من الموتِ  بالمنايا


فعلى  كفِ القرابينِ  لنا ألفُ  وجعٍ

و أرواحٍ زهقتْ مقتولةً في الخلايا


هو الظلامُ  قد دارَ بالقدرِ  يحجبنا

كربٌ  بكلِ حينٍ  و نارٌ يعلو العنايا


و الأيامُ الكاسراتِ بمرها قد دارتْ 

شركٌ راحَ يلهو بالعمر  بكفرِ النوايا 


ببؤسِ الحياةِ  تحاصرنا مواحشها

قهرٌ  يعنُ بالقلوبِ و حزنٌ  بالأنايا 


قد  نهتُ  الجدرانُ  منا كلَ غربتها

و إستباحتْ الأرواحُ بثوبُ الخبايا


حتى غدونا  نشكو  الزمانَ  بأجلٍ

و كأسُ السقمِ  تدنو  بمرِ  الخطايا


مالهُ الدهرُ البغيضُ راحَ  يخاصمنا

فكلما  وقفنا   أطاحَ   بشرِ  الدنايا


أناجي  بصلاةُ  الطيبِ  كلَ وحشةٍ

و أندبُ منكسرٌ  بالحظِ كلُ المرايا


هذا الليلُ كم دارَ بسقوطنا  موهناً

لا شمسٌ نبصرها ولا رحمُ السمايا


فعجبي  لتلك الأقدارِ  مالها   ترنو 

بخيبتنا و راحتْ تحشرنا  بالزوايا


إذ كانَ  للعمرِ  من الأقدار ما يهدنا

فلما نركضُ خلفَ السرابِ كالدُمايا


نرمي بالصباحاتِ  من عمرنا شغباً

و نتلو بالأحزانِ  دموعاً في البلايا


مصطفى محمد كبار

أبن عفرين  ٢٠٢٤/٢/١١

حلب سوريا

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :