نص بعنوان / طواحين
طواحين الموت
تحوم على النوادر
تشعل النيران في السنابل
في تعب فلاح
و عرق الصباح
لهيب أرخى لسانه
ليحضن حبات القمح
حولها لرماد و جمر
جاء العصفور يقتات
فقد ألف زكاة الفلاح
ما وجد غير الفتات
مر مذاقه
علقم
فقد مرت من هنا
طواحين الموت
نشرت شرها
نزعت الحياة
ما استفاد من الفتات
لا طير
و لا حجر
و لا دود الشجر
فقد كان ينتظر الزكاة
من نوادر إعتاد
أن يكون له نصيب
هو و نمل الأرض
و كل تلك المخلوقات
رياح جاءت لتكمل دورة الموت
سافرت بكل عابر سبيل
و كل أصحاب الأرض
و كل الكائنات
حتى الزوار
لم يسلموا من طواحين الموت
فقد جرفتهم عواصف هوجاء
إختلط التراب بالماء
عبثت بألوان الفراشات
لم تعد الصورة واضحة
فقط زوابع تدور في الأعماق
تيه و حيرة و شتات
صراخ بدون صوت
يمزق الأحشاء
بقلمي / سعاد شهيد