عيد الحب
محمد حسام الدين دويدري
ــــــــــــــــــــــــــ
في الحُبِّ تُشْرِقُ بالرُؤَى أَحْلامُ
وتَذوبُ أَفئِدَةٌ جَوَىً وَتُضَامُ
أَمّا فُؤادُ العَاشِقِينَ لأَرضِهِمْ
فَهوَ المُصَانُ وَوَجْدُهُمْ إِكْرامُ
إِنْ كانَ مَنْ في الأَرضِ يَحيَونَ الهُدَى
وحَياتُهُمْ يَسمُو بِها الإِلهامُ
فحَياتُهُم تَسمو بِطُهرِ نُفوسهم
لِتَطِيبَ في العمر الهَني الأنسامُ
وهُناكَ مَنْ يَحيا الغَرامَ تَعَلُّقاً
في شَهْوَةٍ بَينَ الأَنامِ تُلامُ
وغَرامُهُمْ يَبْدو غَرِيزَةَ ماجِنٍ
تلهو بِنَبْضِ فؤادِهِ الأَرقامُ
لا يَجْتَبي فِكْرَاً يَصونُ حَنِينَهُ
مِنْ زَلَّةٍ في سَطْوِها إِرْغامُ
هُمْ يُسْرِفونَ بِما يُذيبُ وجودَهُمْ
في بُؤرَةٍ تَجتاحُها الأَسْقَامُ
لكأَنَّهُمْ مُتَعَلِّقونَ بِوَهْمِ مَا
يَتَخَيَّلونَ وِعَيْشُهُمْ إِيلامُ
إذ يَقطفونَ الوجدَ مِنْ أرضِ الغِوَى
فيَصوغُ أحلامَ الحَنينِ ضِرَامُ
ويَجُبُّ فَرحَتَهُمْ جُنونٌ قاحِلٌ
يُزْكِي صَداهُ تَوَجُّسٌ وَصِدامُ
ويَرَونَ دَرْبَ العَيْشِ كَسْبَاً آسِراً
في فَيضِهِ الأَحلامُ والأَنغامُ
إِذْ يَحْتَفونَ بِعِيدِ حُبٍّ زائِفٍ
ويُقاتِلونَ وَسَعْيُهُمْ أَوهامُ
مَعْ أَنَّ عيـــــدَ الحُبِّ في إخـلاصِــــهِ
ومِنَ النَقَاءِ تَوَدُّدٌ وهيامُ
يَتَقاسَمُونَ حَصادَ حِقدٍ مُحْرِقٍ
فَسَلَتْهُمُ الأَنْسابُ والأَرْحَامُ
ويُحَطِّمُونَ حَضَارَةً كانَتْ لَها
بَينَ الوَرَى إِشْراقَةٌ وسَلامُ
ما هكذا؛ يا إِخوَتي؛ نَحيا الهوَى
إِنَّ المَحَبَّةَ أُلْفَةٌ وَوِئامُ
مَنْ كانَ بالحُبِّ النَقِيِّ مُعَطَّراً
لا يَصْطَليهِ مَدى الحَياةِ خِصامُ
إنّ المَحَيَّةَ تاجُ مَنْ يَرقى بِها
وعلى الصدورِ مَنارَةٌ وَوِسامُ
.........................
١٣/٢/٢٠١٧