سَــألْتُ فَــرَدَّتْ
(من الطويل)
شعر : محمد صالح رحيمي
عَلَى عَزْفِ زِرْيَابٍ تَـمَـايَــلْتَ فِي رِفْــقِ
فَكَيْفَ إِذَا غَنَّـى لِمَــطْــرَانَ أَوْ شَــوْقِي
وَسَـوَّى عَلَى فَكَّــيَّ أَوْتَـــــارَ عُـــــودِهِ
فَأَصْبَحَتِ الْأَنْـغَــامُ تَخْـرُجُ مِنْ حَلْـقِي ؟
أَكُنْتَ عَلَى شَدْوِي سَتَرْقُصُ أَمْ تُـــرَى
سَتُكْثِرُ مِنْ نَهْقٍ - كَدَأْبِــكَ - أَو نَـــــقِّ ؟
وَلَمَّا تَذَكَّرْتُ الضَّـغَــائِـــنَ وَالْقِــــــــلَى
وَأَنَّكَ مَخْــبُــولٌ كَقَــوْمِكَ ذُو حُــمْـــقِ
صَعِدْتُ إِلَى الْأَجْــوَاءِ مُمْتَطِيًا فَــمِــي
أَطُوفُ عَلَى الْأَحْيَاءِ وَ الدُّورِ وَ الطُّرْقِ
وَيَحْمِـلُـنِي التَّــارِيــخُ فَوْقَ جَــنَــاحِـهِ
يُعَلِّـمُــنِي كَمْ بَينَ عَصْرَيْنِ مِنْ فَـــــرْقِ
رَأيْتُ نِسَاءً قَدْ أَحَطْنَ بِمِــرْجَــــــــــلٍ
يُصَلِّينَ مَرّاتٍ عَلى سَــيِّــدِ الْخَـــلْــــقِ
فَأَطْرَقْتُ وَقْتًا مَا شَعَرْتُ بِطُـــــولِـــــهِ
كَأَنَّ فُؤَادِي قَدْ تَـوَقَّــفَ عَنْ خَـــــفْــقِ
مَلَابِسُ تَقْــلِـــيـــدِيَّةٌ مَـغْـــربــــيَّــــــةٌ
بِأَلْوَانِهَا الْحَـمْـرَاءِ وَ الخُضْرِ وَ الــزُّرْقِ ؟!
وَمَنْ هَؤُلَاءِ الْوَاقِفَــاتُ ؟ أَنِـــسْـــــــوَةٌ
تَـزَيَّــــنَّ ، أَمْ تَـمَّ سِــــرْبٌ مِنَ الْـوُرْقِ ؟
وَتِلْكَ الْأَوَانِي مِنْ نُحَــاسٍ عَلَى اللَّظَى
أَتِيجَانُ سُلْطَانٍ تُجَــــفَّـفُ مِنْ عَـــرْقِ؟
سَأَلْتُ فَرَدَّ النَّخْلُ : جَــمْــــعـيَّةٌ أَتَـــتْ
تُقَطِّـــرُ مَاءَ الزَّهْــرِ حَصْــرًا لِـذِي ذَوْقِ
وَمِنْ زَهْرَةِ النَّارَنْجِ مَحْبُــوبَــتِــي الَّتِي
أَبُوحُ لَهَا - عِنْدَ التَّـــفَتُّحِ - بِالْعِــشْـــقِ
فَيَا عَجَبًا هَلْ مَا أَرَى ، عِطْرُ جَـــــدِّتِي
وَمِنْ شَجَرٍ كَانَتْ بِأَدْمُـعِـهَا تَــسْــــقِي؟
تُكَـلِّــلُهُ الْعَلْــيَـــــاءُ فِي كُلِّ حِــجَّــــةٍ
بِتَاجٍ مِنَ الْأَزْهَارِ يَـلْـمَــعُ مِنْ فَـــــوْقِ
أَيُلْزِمُني التَّارِيــــخُ مَدْحَ ثُـــــرَاتِــنَــا
وَ أَلْسِنَةُ التَّاريخِ أَصْدَقُ مِنْ شِــدْقِـي؟
نَزَلْتُ مِنَ الْعَــلْـيَــاءِ فَورًا فَلَمْ أَعُـــدْ
أُحِسُّ بِذَاكَ النَّغْصِ وَالضِّيقِ وَالْخَـنْقِ
علَى الصّرْحِ طَلّتْ مِنْ هُنا (كُـتُبِــيّــةٌ)
وَتَهْمِسُ فِي سَمْعِي..وَمِنْ ذَلِكَ الشَّـقِّ:
(إذا جَاهِلٌ أَعْمَى عَلَى الْأَرْضِ وَاصِـفِي
فَمِنْهُ تَخَلَّصْ فَالْحَقِيقَةُ في الْأُفْــــــقِ
وَأَنْتَ أَدِيـبٌ لَا تُضَـــاهِي حُــــرُوفَـــهُ
عُقُودٌ مِنَ الْأَلْماسِ تَلْــمَـــعُ في عُـنْـقِ
وَمُرَّاكُشُ الْحَمْرَاءُ قَدْ ذَاعَ صِــيـتُــــهَا
وَيَعْشَقُهَا الْأَقْوَامُ فِي الْغَرْبِ وَالشَّـرْقِ)
بِذَاكِرَتي الْأَحْـدَاثُ تُنْـحَـتُ عِــــنْـدَمَا
اُدَافِعُ يَوْمًا بِالْأَدِلَّـــــــةِ عَنْ حَـــــــقِّي
ثُرَاتُ بِـــلَادِي فَوْقَ قَلْبِي مقامُــــــــهُ
فَكَيْفَ سَأَرْمي مَا عَلى الْقَلْبِ أَوْ أُلْقِي ؟
إذَا مَا ثُرَاتٌ مَاتَ أَوْ كَادَ ، جَــــــــاءَهُ
مَلَاكٌ يُعِيدُ النَّبْضَ لِلْقَلْبِ وَ الْعِـــــرْقِ
(محمد صالح رحيمي )
الثانوية الإعدادية طه حسين بمراكش
الْمِرْجَل : القدر من النحاس - الْوُرْقُ : جمع ورقاء وهي الحمامة - اللَّظَى : النَّار - الْحِجَّة : السَّنة - اليراع : القلم - الرَّقُّ : جلد كان يُكتَب عليه قديما - الْقِرَى : الطعام الذي يقدَّم للضيف - الْوَدْقُ : المطر .