يوميات رمضان
اليوم السادس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ورقات اليومية التي ننتزع منها كل يوم واحدة ثم تنتثر في أرجاء البيت، نجد فيها الغث والسمين. كما تتحفنا بأحاديث نبوية وحكم ومعلومات مفيدة، فهي تقدم لنا أيضا المزح المبكية عن الزواج والعلاقة بأم الزوج أو الزوجة والتي لا تليق بنا كمسلمين.
على كل قرأت في ورقة اليوم نصا أعجبني، فأنقله لكم:
"بالصيام تنمو النفس وتطهر الروح. قال تعالى
"يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" (سورة "البقرة"، الآية 183).
لذلك كان الصيام مدرسة التقوى التي يعيش بها الضمير حيا حذرا مدركا، تفرحه الطاعة وتؤذيه المعصية. إن هم صاحبه بسيئة نهاه عنها، وإن هم صاحبه بحسنة حثه عليها. يكبر ضميره وينمو حتى يكون في بصر العبد وأذنه وفي يده ورجله ولسانه، بل في خواطر نفسه وإحساسه وهو بحد ذاته فوز. وأي فوز أكبر من أن ينتصر الإنسان على نفسه، فيعمل بحسب ما يمليه عليه دينه وليس بحسب ما تهواه نفسه: "ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما".
هذا النص يؤكد على الروحانيات التي تكتسب من الصوم، فيكون لها الأثر الطيب على سلوك الإنسان حتى تصير جوارحه كلها مستجيبة لأوامر الله مصداقا للحديث القدسي الجميل: "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه. ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه. فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها. ولئن سألني عبدي لأعطينه، ولئن أعادني لأعيذنه." (رواه البخاري)
فهل من معنى للعبادات كلها بلا روحانيات؟ حتما لا معنى لها ولا قيمة. وإن من كان هذا حاله فعليه أن يراجع نفسه لئلا يكون من الخاسرين.
سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"، فأجاب "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، فلا صلاة له."
اللهم يا سميع يا عليم حبب إلينا العبادات، وأعنا على القيام بها على الوجه الذي يرضيك عنا. وفرج كرب إخوتنا بغزة وانصرهم على أعدائهم.
والصلاة والسلام على سيد الأنام.
السبت 6 رمضان 1445 / 16 مارس 2024
نعيمة اليوسفي