حَذارِ
سأكتبُ في الصّباحِ وفي المساءِ***وأكتبُ للرّجالِ وللنّــــساءِ
سأشحنُ أحْرُفي نثراُ وشِعراً***إلى وطنٍ يســـــيرُ إلى الوراءِ
لَعلّي أستطيعُ بلوغ شعبٍ***تَشبّعَ بالفجورِ وبالغــــــــــــــــباءِ
يُسافرُ في المآسي والمَعاصي***وداءُ الغيّ يَصعُبُ في الدّواءِ
أرادَ لنا الأعادي كلّ سوءٍ***فزِدْنا في مُمارسة البغاء
////
بنورِ الفَهْمٍ تُكتشَفُ الحلولُ***فترْكضُ نَحْــو وُجْهَتِها العُقــولُ
يزيدُ به الطّموحُ هُدىً وَرُشْداً***كَغيْثٍ تَسـْتجيبُ لهُ الحُـــقولُ
وبالإصْرارٍ تتّضحُ المعاني***وتُفـــصِحُ عنْ قرائِحِها المُــيولُ
ومن طلبً النُّهى منْ غير فقْهٍ***تلاشــــتْ في تَفكُّرهِ الــحُلولُ
فعلّمْ ما اسْتطعتَ بكلّ صِدْقٍ***فإنّ النّــــــــهْرَ تملأهُ السّــيولُ
////
أتيتُ لكيْ أقولَ إلى الشّبابِ***حذارِ منْ مُخاصــمةِ الكتابِ
ضلالُكَ في حياتِكَ ليسَ إلاّ***جُحـــــــــوداً قدْ تأثّرَ بالسّــرابِ
وجَمْعُكَ للحُطامِ يُعَدُّ جَهْلاً***وخيْرُكَ في العبادِ منَ الصّــوابِ
وما أحدٌ يُخَـــلّدُ في البرايا***بلِ الدنيا ستــــــــفْنى بالخَرابِ
أراحَ النّفسَ أنَّ الموْتَ آتٍ***وأنّ العيشَ يُخْتْمُ بالحِــــــــسابِ
////
تُعــــــلّمُنا القراءةُ ما نُريدُ***ومنها يرْتَقي البـــــــشرُ الرّشيدُ
وَقُلْ ربّي بفقْهِ العلْمِ زدْني***فإنّكَ أنـــــتَ خالقُنا المــــــــجيدُ
وسَبّحْ باسْمِ ربّكَ واسْـــتعِنْهُ***فربُّ العرْشِ يفــــــعلُ ما يُريدُ
نصيبكَ في اجْتهادِكَ سوْف يأتي***برُفقتهِ البصــيرةُ والجديدُ
ومَنْ لمْ يجتهدْ في العلمِ أضْحى***تعلّمُهُ اجْتراراً لا يُفــــــيدُ
////
تعلّمْ فالمـــــــــعارفُ تُكْتَسَبْ***ومنَ طلبَ العُلى اتّبعَ السّببْ
كَفى بالعلمِ في الظّلماءِ نوراً***يُجَنّبُنا الكثيرَ منَ التّـــــــــعبْ
به الإنسانُ أصبحَ مُستطـــيعاً***فأبدعَ في الفنونِ وفي الأدبْ
وأبدعَ في العلومِ بلا حُدودٍ***وسافرَ في العُصورِ وفي الحِقَبْ
ومن رضيَ الحياةَ بِغيْرِ عِلْمٍ***تحوّلَ في الوجودِ إلى حَطـبْ
محمد الدبلي الفاطمي