الجمعة، 26 يوليو 2024

غربة الروح للشاعر محمود أمين أغا

 ١٩_غربة الروح :

غربةُ الرّوحِ في الحياةِ لهيبُ

و لظىً تصهرُ الجَوى و تُذيبُ


رُبَّ عَيْشٍ قد صارَ عبْئاً ثقيلاً

و هلاكٍ هو المنى و حبيبُ


باتَ كلُّ امرئٍ يرومُ نجاةً

عبْرَ موتٍ فيه الشفاءُ الأريبُ !


ترتجي ضمّةَ اللّحودِ نفوسٌ

ضامتِ الذّلَّ.. و الهوانُ غَلوبُ


رحلةُ الرّوحُ في الدّروبِ ضياعٌ

الوفا نكرٌ و الوئامُ غريبُ


و تَردّى في بؤسِهِ حرُّ قومٍ

و تمادى مُستهتِرٌ و لَعوبُ


حفلتْ أمواجُ الدّهورِ خفايا

مُنكَراتٍ لها مسارٌ عجيبُ


كم نبيهٍ لاقى تَهكُّمَ حمقى..

و تشكّى هُزْءَ السّفيهِ لبيبُ !


و تلوّى من غُلّه قدُّ زهرٍ

فاتَه النّبعُ و الهزارُ الطّروبُ


و زهورٌ مصنوعةٌ من شموعٍ

هامَ فيها لُبُّ الورى و قلوبُ


يعملُ النّحلُ في الحقولِ بدأبٍ

دونَه فتكُ الضارياتِ نصيبُ


و يعودُ الغروبَ حاملَ كنزٍ

و شرابٍ في جوفِ دنٍّ يطيبُ


ثمّ يُنسَى بين الورى في جحودٍ

و يعمُّ العسّالَ خيرٌ و طيبُ !


زهدَ الطَّرْفُ في جمالٍ أصيلٍ

و جمالٌ مُستنسَخٌ..مرغوبُ ..!


كرِهَ الصدقَ سائرونَ بدربٍ

و غوى عُجْبَ الزّائغينَ كَذوبُ


زُعْزِعَ الطُّهْرُ كالجدارِ بعصفٍ

و علا صَرْحٌ ماجِنٌ مجلوبُ


كم بَتولٍ قد لاكَها نابُ إفْكٍ

و عفيفٍ آذاه لَوْثٌ مُريبُ..!


فتنةٌ إثْرَ فتنةٍ في خضمٍّ

هيّجتْها عواصفٌ و لجيبُ


محمود أمين آغا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق