___ ميلاد آخر للحياة ___
أي وحش كاسر
أو مكسور
فيك أيقظوه؟
غريب الأطوار
مستوحش...
متعطش للبطش
متربص...
أطعموه بقايا
أحلامك القديمة
في النفاذ
و أحرقوا الخير
قربانا لشيطانهم
ثم سألوك
من أنت؟!!
فهل عرفت نفسك
و أنت الموؤود
غيّا و غيبا...
في سحنتك الجديدة
شحنوك...
ثم لطّفوا سوطهم قليلا
أذاقوك غبهم...
تراوح فتيلا
من الليل و النهار
شمعة ذابلة...
على قمة جبل أصم
بعثوا النداء...
صيحات فلم ترد الريح
تنادوا بينهم فزعا
أن هلمّ نستعد:
ذلك الوحش ما كان فينا
و ما كنا منه يوما للأبد
فتعالوا هاهنا...
سنجعل بين الصدفين
للطوفان سد...
أنكروا مجراك في التاريخ و الجغرافيا
القديمة
أبغضوك!
برهان ربك
مر بك نقش سحاب
همى مطرا...
بين التلال و الوهاد
تسمّى له عطشا
و مسغبة عند الحصاد
سنوات و الكرم لم يشرب
عرقه
ملحا أجاجا...
أعدّ خبزا للجائعين
بالطمي و التراب
و وجه القمر الحزين
على انعكاس الماء...
زقزقة العصافير
المهاجرة للشمال
و حلم العودة للنازحين...
دبيب النمل حول
أشباح القبور...
القباب البيض
تطليها الخرافات
الباقية بعد عصور
بالنذر المعطيات
و كوانين البخور...
عودة الأعشاش ترقص احتفاء
بتزاوج الطيور...
و الأطفال يتقاذفون فرحا
بحصى الطريق...
فحتت لك في الأرض
ملحمة العبور...
رأيتك،تجري عظيما دون هول
بين الناس...
في أخاديد وجه امرأة
كانت من الغابرين
و تضرع شيخ زاهد وقور
أغثنا يا مغيث...
أغثنا...
أغثنا يا مغيث...
أواه،كم حبيب عود وجهك
الجارف و رقيق...
كرائحة التنور عند الفجر
تحميه أم لأطفالها الصغار
لتعد خبز القمح
بالزيت و الدقيق
كي يذهب الفلاح
بعد كأس شاي مرٍّ
و يوقظ المطامير
لسعي الحقول
غيلان،قم
كالنار من تحت الرماد...
ما شاء الله أن يكون كان...
عاد الصباح يفتح لموعد قديم
مع المرور
زبد و ماء...
زبد...و...ماء...
***غيلان:إسم بطل رواية السد للأديب و المفكر التونسي محمود المسعدي.
_فوزي علي عليبي/تونس.
_آخر حرائق السوسن.4/8/2024