**حلم يتدلّى**
أبحث عن مكان يسع بنات أفكاري
ويحتضن آهاتي ووطأة آلامي
كيف أحفر حلمي في الصّخر الأصمّ؟
كيف أكون حديقة للفراش التائه؟
كيف أعانق طيفا لا ينام؟
صوت الصباح يبتسم
وخيوط الشّمس على الوجوه ترتسم
والأرجل تتشابك في رقصة هستيرية
ختان في الأشهر الحرم
وذات الجدائل
تلهب رغبات العشّاق
ويكتوي بنار عشقها ذاك المشتاق
لقد انتهى
فلا إكسير يحيي ولا ترياق
ونادل المقهى يبتسم في وجهي
أقرأ في عينيه كآبة
صوره في المرايا مقلوبة
وماسح الأحذية يجثو كرها
ويمسح حزنه بخرقة القماش
ويتغنّى بسعادة يفتقدها
وبائعة الهوى
تتجمّل لتخفي هول السّخط بداخلها
وأنا ...
كالفصول أتلوّن
أبعثر ذاتي
في رذاذ المطر
وأحييني بعد مماتي
العالم بأسره يحاكمني
بشيء من القسوة
لأنني لا أغيّر جلدي كالأفاعي
أنا جذع نخلة ثابت
قال لي ماسح الأحذية كعادته مبتسما :
"لن تكون نصف إله في عالم يتّجه إلى الشرّ"
قلت:
"عند آخر كلّ منعطف هناك وجع
هناك متّسع للخطأ والتوبة
هناك محرابان
أحدهما للصلاة
وثانيهما للحبّ"
قال النادل مبتسما أيضا:
"لا تمش في خط مستقيم
فالخطوط المستقيمة لا تتلاقى
والوشوم مجرّد نزوة
أو ذكرى ساقطة من الزمن
أو ألم في جرح غائر
أو رغبة دفينة لن تتحقق
والعمر قطار
يسرع ويبطئ ثمّ يتوقف"
سائق التاكسي
يثرثر باستمرار
والحلاّق سمّيع كشهريار
لا شيء مستفزّ اليوم
مجرّد نشرة بائسة
وحكايا يائسة
بقلم: عبد الستار الخديمي - تونس