اليوم كالأمس، والأمس كاليوم
في هروب جماعي وكأنك تشاهد خروجا من السجن، عندما ينال السجين حريته يهرع لمعانقة ريح الحرية التي كان يفقدها.
هكذا شاهدنا والقلب يعصره الألم والحزن والإحساس بالذل والمهانة، فرار لا يولي إلى الوراء، لأن شبح (القهرة)بما تحمله الكلمة بين طياتها من معاني ثقيلة للبؤس والحرمان والحاجة وعتبات الجوع المضني، في بلد خيراته تفيض أرصدة خارج حدودها تحمل جنسيات أخرى، وتركب أفخر السيارات وتسكن أضخم الفلل. وكل الصناديق بحوزتها، أصبحت لاتعتصر ما أبقت فيها لهؤلاء البؤساء..
تعساً وسحقا لمن ساس فأصبح سوس ينخر هذا الوطن المكلوم.......
عذرا فلسطين فالهم والقهر أضحى في البلاد أضخم وأكبر من معاناتك، أنت تدافعين عن الثبات داخل الأرض وعن العودة واحتضان دفء ترابك المبارك الطاهر، وقدسية قضية تبغي التطهير وإخراج الخبث من أرضك. وهنا يا حبيبتي هروب من أرض نبتت فيها الطفيليات تشعبت وتمكنت، بسطت جناحها، خففي من حزنك محبوبتنا فإخوتك ينلن من سياط الذل أصنافاً...
ينزف التراب!!
تبكي الجراح من جراح الوطن
يشتكي الحزن من الحزن
الصبر يضيق من قيد العفن
ينزف التراب
ينزف التراب
عشق البحر شوك
الشوك أدماه ألمي
ألمي نار في دمي
أبكيك أم تبكيني ياعلمي
ياطارق لاتحرق زوارقك
ابعثها تحملنا من بؤس الغياب
وامعتصماه سقط المعتصم
تهاوت حماه
اعتلى الزناة الرقاب
لاحياة لك ياحياة
بين البؤس والضفة الأخرى
رفاتنا رفات
يازمان الوصل بالأندلس
لم يكن وصلك إلا سراب
صهوة الأنوار ضباب
ركبت الموج زورقا
حضنتك رصاصة الطيش
لتكتب في غيابك الغياب
ياوطني منا الوجع منك العتاب!!
سعيد حرور//المغرب