أصداء في متاهة
محمد حسام الدين دويدري
______________
١
سألت نفسي مرّةً: أيحزن الوطن...؟!
وينتهي مهاجراً في غابر الزمن...؟
ليسكب الدموعَ في كؤوسنا
وينزع الأمان من نفوسنا
في زحمة الفتن
فتشت في فؤادي المملوء بالشجن
عن نبرة تغيثني من لفحة الشرود
ومن حريق غصّتي
وسطوة الصذود
فردّدت أصداء قلبي: "إنه الجحود..."
إذا سطا على العقول زاغت العهود
فغاصت الورود في الدِمَن
وذابت الأخلاق في العفن
لتحمل القلوب ما تبقّى من صدى الدروب
وتسلك الجبال والبحار والسهوب
لينتهي بها مطاف العمر في الكروب
تلملم الأطياف عن ثرى الوطن
في التيه حتى يجلو حزنها الكفن
٢
سألت نفسي مرّة عن حسرة الترابْ
وعن مدامع طواها الحزن في الضباب
وعن جباه أحرقت في الهجرة الشباب
وذكريات أصبحت حلماً بلا انتساب
وعن مواويل الصبا في شقوة العذاب
وعن قلوب أصبحت فرائس الذئاب
وعن بلاد دمرتها الحرب والحراب
تحيل تربتها بواراً في مدى اليباب
فتشت في صدري فألفيت الصدى سوء المصاب
حيث العقوق وسطوة الإفساد جرحٌ واغتراب
٣
مازلت أنبش في الصدى
مفتشاً عبر المدى
عن شعلة تجتاح صبري بين أنصال المِدى
فانثال صوت من بروق الحق ينضح بالهدى
مازال يصرخ
هزني...
فنبشت في رجع الصدى:
فلتزرعوا في الجيل حبّ الخير في أرض الندى
ولتنشروا الإخلاص عزماً مشرقاً
يقصي الردى
..........
١ / ٢ / ٢٠٢٠