إلى حَوَّاء
يا أمُّ أنتِ لكِ المَكانَةُ أوَّلا
ولَكِ الوفاءُ ودارُ مَجدِكِ في العُلا
يا مَن تَهُزُّ المَهدَ باليُمنَى وفي
يَدِها الشِّمالِ الخَيرُ أذعَنَ مُرسَلا
يا أختُ أنتِ رَديفةُ العَزمِ الّذي
يُحيِي بِنا نبضَ القُلوبِ مُرَتَّلا
أنتِ المَصونُ بِعِفَّةٍ وكَرامَةٍ
بِوِدادِكِ البيتُ السّعيد تَهلَّلا
أيْ يا ابنَتي وعَليكِ جَفني مُطبِقٌ
أنتِ المُروءَةُ والكَرامَةُ والغَلا
أنتِ الحِمى وتَذُودُ عنكِ رِماحُنا
جَلَّ الّذي سَوّاكِ مِن بِدَعِ الحَلا
يا نصفَ ديني والجَمالُ بعقلِها
إنْ صُنتِ عَهدي لن أرومَ تَبدُّلا
يا مَن رَسَمْنَ معَ ابنِ آدمَ مَجدَهُ
حتّى اعتَلَيتُنّ المَحبَّةَ مَنزِلا
يا بنتَ حوّاءَ الّتي هِمنا بِها
لولاكِ أوحَشَتِ الجَنائِنُ والفَلا
الدَّوحُ أغرَقَ مِن جَمالِكِ رِفعَةً
والبَدرُ في الأشعارِ فاضَ تَعَلُّلا
أنتُنَّ جذرٌ والغُصونُ إذا زَهَتْ
طابتْ ثِمارُ البيتِ والهَمُّ انجَلى
فاحفَظنَنا نحنُ الطَّريقُ لِجَنَّةٍ
وإذا ابْتُلِينا ساءَ فينا المُبتَلى
واترُكنَ شيطانَ التَّجَمُّلِ والهَوى
سِرُّ الجَمالِ مِن العُقولِ تَكَلَّلا
إنَّ الكُنوزَ إذا تَكشَّفَ سِرُّها
آلتْ لِنَهبِ النّاهِبِينَ مِن المَلا
واستُرنَ أعراضَ الرِّجالِ بِصَونِهِمْ
عمَّا يَرَونَ مِن المَفاسِدِ والبَلا
ولنا مَثيلُ النُّصحِ مَعشَرَ أهلِكُمْ
إنْ ساغَ سَمعُ الذّاكرينَ لِمَن تَلا
فلقد قَسَمنا الأمرَ شَرعًا بَينَنا
شَطرانِ نِصفٌ بالنَّصِيفِ استُكمِلا
علي الفريحات - الاردن- ٣-٩-٢٠٢٤