وَ مَنْ
وَ مَنْ مِنْ بعد البُكاءِ
قد عادَ للثرى و رأى الدمُوعَ و جمالُها ؟
و مَنْ مِنَ الملوكِ لم يُغادر مجداً ؟
فَ للحياةِ شواهِدٌ بعد الرَّدى فكيف علينا مَقامُها ؟
و مَنْ مِنَّا لا ينتشي و كيف و البعادُ مِنَّا في وِصالُها ؟
و منْ مِنَّا العليلُ ؟
و العلِيلُ بات بين نصالِ الأسنَّةِ في متاهاتِ خيالُها
و مًنْ مِنَّا من بين الأنامِ للهوى قد سعى و فازَ كمالُها؟
و مَنْ مِنَّا من قد ركبَ سرِاجَ الهوى
و دام يُمنَاهُ و ظِلالُها
و مَنْ منَّا من طابت
مُهجتُه في الغياب وإن طالَ غيابُها ؟
ها قد وصفتُ مجارحِ
فمَنْ منكم من حروفي قد نالتهُ و جفتهُ ترحالُها ؟
فلولا الهوى ما كُنَّا بين الحرائِرِ أسرى و لا كُنَّ عِسالُها
يحيى فاخوري