حكايةُ سيفٍ وحسام
جلسا وراءَ شُجيْرةٍ يتألَّمانْ
وَبِحسرةٍ وَلوعةٍ يتكلّمانْ
عنْ أمّةٍ عربيّةٍ لا يفهمانْ
لِمَ لا تُقاومُ مثْلما يُقاومانْ؟
"سيفٌ أخي مصدرُ كلِّ تعاستي
قومي الّذي اسْتباحَ كلَّ حماستي
وبكلِّ ضعفٍ بل بكلِّ خساسةِ
تركوا البلادَ بدونِ جندِ حراسةِ"
"كيف انتهى بنا المطافُ لِذُلِّنا
أمِنَ الفسادِ أيا تُرى أمْ جهْلِنا
لِمَ يعملونَ سيوفَهُم في أهلِنا
وَكما الأعادي يُسرعونَ لقتلِنا"
"سيفٌ أخي عيْشٌ بدونِ كرامةِ
موتٌ لصاحبِ عِزّةٍ وشهامةِ
يا ليتَ قومي يسمعونَ ملامتي
أمْ أنّها مرّت مُرورَ غمامةِ"
"تبًا وسُحقًا كيفَ نحضنُ خصْمَنا
وَنهابُهُ لا أنْ نقاومَ ظُلْمَنا؟
وإذا رفعْنا للمجرّةِ شتمَنا
قلْ لي حسامٌ هل سَننْصرُ قومَنا"
"دفَنَ الهوانُ يا أخي قيثارتي
وذرتْ رياحُ الجهلِ فخرَ حضارتي
وسطا الظلامُ على ضياءِ منارتي
فمتى أيا سيفٌ تعودُ نضارتي؟"
"صبرًا صديقي لا تكنْ متخاذلا
بل كنْ على طولِ المدى متفائلا"
"يا صاحبي واللهِ لن أتنازلا
حتى إذا وقعتُ لنْ أتوسّلا"
كانتْ دماءُ كليْهما تتناثرُ
وَعلى الثرى قدْ بدأَتْ تتخثّرُ
حتى الأيادي بدأت تتخدّرُ
أمّا المآقي فغدت تتحجّرُ
وبدونِ أن ينتبِها أو يشعُرا
وبدونِ أن يستمِعا أو ينظُرا
قاموا بقتلهما معًا لمْ يُنْذَرا
وبعدَ نشرِهما أجلْ لم يُقْبَرا
تُرِكوا طعامًا للكلابِ وللذُبابْ
فجزاءُ كلِّ معارضٍ سوءُ العقابْ
والقتْلُ أهونُ لا رقيبٌ أو حسابْ
في وطنٍ تحكُمُهُ ثُلَلُ الذئابْ
د. أسامه مصاروه