العهد القديم
أوفي لي بذاك العهد حين كانت السماء ماطرة
بيوما كان مقداره عندي ثانية يا إمرأة فاترة
تفاوت الأيام قد جعل منك أنثى صلبة حائرة
ثوب الحزن جعل منك تدورين ضمن دائرة
جاوبي و ردي إن لي ذاك العهد أبقي لي زائرة
حاولت جاهدا أعادتك ألى عصورا كانت عامرة
خصبة كانت أرضك يا ليتك بقيتي أنثى زاهرة
دائمة الخضرة كنت كياسمينة ريحها عاطرة
ذروة عهدك حين قلتي إني لك باقية صابرة
رتبُت على كتفك ِ و بكيتي و كنت لي ناظرة
زوال الشمس كنا نبتغيه لنختفي ساعة ثائرة
ساعة كنا نجعل بها قيمة العواطف غامرة
شجية أنت كعصفورة نار ملتهبة لا ضامرة
صامتا أنا بعنفواني بأنتظاري روحي فاطرة
ضعي حزنك جانبا يكاد يكون أشياء كافرة
طال جدا الحزن و نزف الدم صار كأنك ناحرة
ظني بك و كل ظني بك أن تعودي أجمل ظاهرة
عودي ألى بداية تزهيرك إن الزهور لك ناشرة
غدا لنا و يا ليت غدا يكون لنا أياما كلها سامرة
فداء لك كل الأيام و كل الأحلام يا سيدة نادرة
قوت غدنا أن نحيى بكل عيون و قلوب ظافرة
كثيرا ما نامت العيون و بقيت القلوب ساهرة
ليت العيون ما رأت و ما حزنت و صارت حاسرة
مردنا ألى الله يا إمرأة فأني شاكر و أنك شاكرة
نارا ستطفئ غدا أو بعده و لن تكون الأيام غادرة
هالة حولك أرجعي لها إلى عهدك يا طفلة عاثرة
ولائي لك أينما كنت و أين حللت بكل حالة فاخرة
ينتابني أحساس و أكبر شعور لعودتك إنك قادرة .
صلاح محمد نانه / سورية / حلب .