لحنُ وداعٍ
حِرتُ، ماذا أكتبُ اليومَ من ألمِ؟
هل أبوحُ بما في القلبِ من ندمِ؟
دفترُ الذكرياتِ بلا حروفٍ
كأنّهُ خالٍ من الدربِ والعَلَمِ
أخافُ إن خانني الزمانُ يومًا
وعجزتُ أن أُصارعَ الألمَ والظُّلَمِ
أن أندمَ أنني ما قلتُ شيئًا
يُخلّدُ الذكرى ويشفي ما انصرمِ
كلّما مررتُ بديارِنا، تذكّرتُ الأحبابْ
شريطُ الذكرياتِ يعودُ، يقرعُ الأبوابْ
انتظرتُ رجوعك، علّ القلبَ يستجابْ
لكنّ الشوقَ للّقا أحرقَ كلّ المسافاتْ
دفتري سيبقى لذكراكَ المَعادْ
أكتبُ فيه من الذهبِ أجملَ العِباراتْ
فماذا أكتبُ عنك؟
عن حبّك؟ أم عن أمٍّ تبكيك بالآهاتْ؟
حُبّها لك دامَ دهرًا بلا مللْ
تبكيكَ دمعَ القلبِ، لا يُحكى ولا يُحتملْ
تنتظرُ عودتكَ... بجسدٍ بلا روحْ
وحياتُها بعدكَ، غدت ظُلمةً بلا وضوحْ
كنتَ بلسمَ جراحها، سندَها، نورَ الحياةْ
واليومَ أنتَ عند الرحمنِ في الجنّاتْ
فمن يمسحُ دمعَها؟
ومن يُجيبُ نداءَها في العتماتْ؟
صرخةُ أمٍّ جُرحتْ في قلبِها والوجدانْ
لم تَعُدْ ترى للحياةِ معنى،
كلُّها كذبٌ... وكلُّها هذيانْ
بقلم نادية التومي