(قصة قصيرة)
الفقراءُ يموتون بصمت
------------------------
عبد القادر رجلٌ خمسينيٌ فقير ، مصدر رزقه ِمن الأعمالِ العضلية..
تزوجَ قبلَ خمسةِ عشرَ عاما.. من أقدار ، بنتٌ طيبةٌ قنوعةٌ راضيةٌ بما قسمَه اُلله لها. انجبت ولدا وبنتين ….كبُرَ الاولادُ برغمِ. ضنكِ. العيشِ والفقرِ والعوز. ، ولم يتعلموا بسبب ِالفقر …
رُحماك ايها الوطن بهؤلاء ، انهم ينزفون من الألم بصمت . صار عمرُ الولدِ الاكبرِ فارس ، ثلاتة عشر عامًا ، هيام تسعة عامًا ومرام. سبعة عامًا…
وفي خِضم الاحداثِ المأساوية أُصيبِ عبدُ القادر بمرضٍ نفسي ..لِمن هؤلاء ياعبد القادر و قد فقدت قدراتِك العقلية. انت في وطنٍ لايرحمُ الفقراء !!!
تبكي الأم بحرقةٍ وهي. واضعةً يديها على رأسِها ..ابكِ يا أقدار ، ابكِ مصيرَك ومصيرَ اولادك. ابكِ زوجَك الذي تحمَّلَ الكثير َوالكثير من أجلِ ان. يعيشَ وأسرته بسلام!!!
مات عبد القادر في الشارع و لا أحدَ يعرفه !!!.خرجت أقدار تبيعُ الخبزَ وتكسبُ قوتَ يومِها والله يباركُ لها في رزقِها من أجلِ ان تعيشَ واولادُها!!!
أُصيبت أقدارُ بمرضٍ خبيثٍ وهي لاتعلم …أنهكَ جسدَها وشحُبَ وجهُها وغارت عيناها. كانت صابرةً محتسبه ، تحاول ان تكون قويةً من أجلِ . اولادِها ..
هذا سرطانٌ ايتها الأم الرؤوم وانتِ لاتعلمين ، او انك. تعلمين ولكن مابيدِك حيلةً.. فأنتِ لاتملكين المال.
كانت اقدارُ تبكي بحرقةٍ ليس على نفسِها ولكن من سيكفلُ هولاءِ الصغار من بعدِها ..
اسمُكِ يحكي قصةَ حياتِك.
ايتها المرأة: انه واقعٌ مرٌ يعيشُه الفقراءُ ، ليس لهم مكانٌ اليوم. في اوطانِهم !
ماتت أقدار ُعلى فراشِها صامتةً ودموعها تسيلُ رقراقةً في. مقلتيها ..تبكي اولادَها و حالَها وتبكي وطنا يموتُ الفقراءُ فيه صامتون!!
اليوم. جاءَ دورُك. من الشقاء
ِيافارس ! انت. واخوتك هيام ومرام. سوف تخرجون. الى الشوارعَ تتسولون الناس .براءَتُكم طفولتُكم اليومَ. معرضةٌ. للاغتصابِ في هذا العالمِ الممتلئ قسوة ًووحشية.!!!
خرجت. هيامُ تتسولُ الناسَ ،
هيامُ لم تعدْ إلى البيت ..!
مازال فارسُ يجوب ُالشوارعَ يبكي ويصرخُ بعلوِّ صوتِه:
" أين أنتِ ياهيام!!! "
هيامُ ضاعت أيها الفارس َعندما ضاعت الإنسانية!!!!
بقلم/ احمد محمد ادريس