(تَوضّأتْ، كَعَبَتْ تِي الجارَةُ الخَوْدُ)
تَوضّأتْ، كَعَبَتْ تِي الجارَةُ الخَوْدُ
أَما بَدا مُقْعَداً في صَدْرِها النَّهْدُ ؟!
كَنَخْلَةٍ ذَهَبَتْ هَجْراً وقد أَنِقَتْ
لِنَفْسِها، غادَةٌ مِنْ حَوْلِها الوَرْدُ
رَيْعُ الشَّبابِ يُغَنِّي في حَدائِقِها
لاحَتْ بِبِشْرٍ إلَيْها العِيشةُ الرَّغْدُ
نَجديَّةٌ بِعُيونِ الرَّيْمِ ناظِرَةٌ
ما ذا الجَمالُ الَّذي تَزْهُو بِهِ نَجْدُ !
زَهْراءُ ناصعَةٌ كالشَّمسِ ساطعةٌ
عَينايَ لَمْ تَرَيا مَنْ بَزَّها بَعدُ
فِيهِ، حَمِسْتُ بِهِ حَتَّى فُتِنْتُ، وقَدْ
جاثَاهُ قَلْبِي وفيهِ الشِّعرُ والوَجْدُ
قَدِ اتَّخذتُ لّيالِيَّ الهَوَى إبِلاً
هَلْ لَوَّحَ القَلَبَ حَرٌّ مِنْهُ أَمْ بَرْدُ ؟!
(البحر البسيط)
مصطفى يوسف إسماعيل (الفرماوي)