ليتَنا كالثيرانِ
لا دَمَ في أَوْرِدَةِ الْعَرَبِ
كيْفَ إذا الْقُلوبُ مِنْ حَطَبِ
أوْ رُبّما أَصابَهُمْ سَقَمٌ
مِنْ جَرَبٍ اوْ رُبَّما كَلَبِ
لا ماءَ وَجْهٍ عِنْدَ حُكامِنا
عبيدِ أمْريكا وَظُلّامِنا
وهمْ بِجِدٍ هكذا وُلِدوا
همْ وجُدودِ جَدِ أغْنامِنا
أفْهَمُ أنَّ المَلِكَ الْخائِنا
أَوْ نجْلَهُ الْفاسِقَ والْماجِنا
يَخْشى حُماتَهُ ولا شَعْبَهُ
حتى ولا إلهَنا الْباطِنا
فَهُمْ حُماةُ الْحُكْمِ والنُّظُمِ
حماةُ أَنذالٍ بلا قِيَمِ
بلْ إنَّهُمْ يَروْنَنا بَقَرًا
أوْ رُبَّما رهْطًا مِنَ الْغَنَمِ
بلا كرامَةٍ وَأَلْسِنةِ
نُقادُ للْحُقولِ مِنْ يمْنَةِ
أوْ يَسْرَةٍ والْكَلْبُ يَنْهَرُنا
كَأَنَّنا نعيشُ في دِمْنَةِ
فَأُمَّتي وَلّتْ خنازيرَها
حُكّامَها بلْ وَصَراصيرَها
حتى تدوسَهُمْ نِعالُ الْعِدى
ولاحِقًا طَبْعًا جماهيرَها
تقْتُلُني قَهْرًا نذالَتُكُمْ
تسْحَقُني كذا ضلالَتُكُمْ
ما عُذْرُكُمْ وَهلْ لَكُمْ سبَبٌ
لِتَغْمُرَ الْجوَّ رذالَتُكُمْ
هلِ ارْتَضَيْتُمْ يا تُرى وَضْعَكُمْ
أمِ اشْتَهَيْتُمْ ويْلَكُمْ قَمْعَكُمْ
لا صِلَةٌ تَرْبِطُنا فلِذا
قَرَّرْتُ مِن ذاكِرَتي خَلْعَكُمْ
لا فَخْرَ لي لا شرَفَ لي بِكُمْ
يا مَنْ تجاهَلْتُمْ هُدى رَبِّكُمْ
لقدْ غدا تْرامبْ ربَّكُمْ ويْلَكُمْ
وَويْلُ مَنْ يَجيئُ مِنْ صُلْبِهمْ
يبْدو بِأنَّ الْعِشْقَ يورِثُهُ
جَدٌ لِنَجْلٍ ثمَّ يَنْفُثُهُ
هذا الأَخيرُ في فؤادِ ابْنِهِ
وَهكذا يدومُ مَبْعَثُهُ
سُلالةٌ تَظَلُّ مِنْ مهْدِنا
على رِقابِنا إلى لَحْدِنا
وكيفَ لا وَنحْنُ أغنامُهمْ
مِنْ والِدٍ لنا إلى جَدِّنا
الْعيْبُ فينا عَرَبِ الذِّلَّةِ
حتى وَفي مُجْتَمَعِ الْمِلَّةِ
أما رأيْتُمْ إنْ سعى أَسَدٌ
لِصَيْدِ ثوْرٍ فرَّ مِنْ ثُلَّةِ
لا تَتْرُكُ الثّيرانُ ابْنًا لها
فالْموْتُ قدْ يَعْتامُها كُلَّها
الْيومَ هذا وَغَدًا غَيْرَهُ
وقدْ يَكونُ الْغَيْرُ أوَّلَها
لِذلِكُمْ تسْعى لِنَجْدَتِهِ
فالثَّوْرُ للثَّوْرِ ابْنُ جِلْدَتِهِ
وَواجِبُ الأحْرارِ نُصْرَتُهُ
لِتَنْتهي أوْقاتُ شِدَّتِهِ
أجَلْ هِيَ الثّيرانُ لا الْعَرَبُ
وَلا الدِّماءُ وَلا النَّسَبُ
حتى ولا الدّينُ وَلا السُّوَرُ
عُمْيٌ وَبُكْمٌ دأبُهُمْ طَرَبُ
شُرْبٌ طعامٌ هَمُّهُمْ جَسَدُ
نَهْدٌ وَصَدْرٌ ويْلَهُمْ فَسَدوا
هَزَّةُ خَصْرٍ كَمْ تُحَرِّكُهمْ
لا شَكَّ هُمْ أَقْرَبُ أنْ يُحْسَدوا
د. أسامه مصاروه