فصل من الحياة
بقلم الشاعرة لطيفة ناجي
من جوف المدينة العتيقة
نزل قديم يطل على المحيط
حيث بواخر الأمل المستحيل
تصارع الموج نحو الغرب السليط
غرفة ضيقة تفوح
رطوبة من توالي السنين
نوم قضه لسع البعوض اللعين
وانتباه على ايقاع سمفونية البقاء
رُفِعَ الستار!!!
صياح، هرج ودوي محركات
تنفث سموما سوداء
روائح النعناع والأسماك والخضر
امتزجت بعرق البشر
وشمس مكشرة انيابها
تتوعد وتنذر بفصل خطِر
وأيام حر منها النفس تضجر
كلمات وضيعة، رخيصة، مخجلة
تنبع مُسترسلة من الحناجر
حركة دؤوب مثل رحى
تدور وتدور وتدور
لتطحن البائسين واليائسين
المُقَنّعين،أبطال على خشبة الحياة
في حيرة، يجوبون الأرصفة
يبيعون أَوهاما وأطيافا.
على قارعة الطريق،
يتسولون و يشتكون
يتحركون مع إشارات المرور
شبان ضائعون يركضون
في جيوب المارة، اصابعهم يدسون
حقيبة نقود، محمول، حلي
شابة او مسنة يسرقون
ينهبون بمهارة المحترفين
لأدوارهم يتقنون
ثم في الكواليس يختفون.
وهناك في المقهى ذاك وذاك
متفرجون لا يتفاعلون
هم قتلة الزمن الرتيب
في السياسة يتحدثون
في الرياضة يتجادلون
ويمر الوقت بطيئا، متثاقلا
تبرد القهوة في الفناجين
ويحوم النحل الجائع
حول أكواب الشاي.
سوف اتناول قهوتي
هذا الصباح في الشرفة
بدون حليب ولا سكر
لا اريد سكرا في فنجاني
بل حلاوة كرامة ورغد عيش
أو عسلا لكل أبطال البؤس
لن ينزل الستار !!!
ولن يصفق الجمهور
حتى يتم الحوار
وتتغير المشاهد و الأدوار
حينها ستسطع الانوار
وسوف نستمتع
بسماع الكثير من الأعذار.
بقلمي لطيفة ناجي.
يونيو 2019.