(مجنونة )
بقلم الشاعر بسام الأسبر
مجنونةٌ ولفد عشقتُ جنونَها
ما عابَ عقلٌ لو غَلاها فَجنَّ
غَجَريّةٌ في الحبِّ لا حَضَريّةٌ
ظلّامةٌ في عشقِها تتجنّى
أَسَرَتْ لُباناتي وكلَّ خواطري
وتحكّمَ الطرفُ الكحيلُ بهنَّ
أُخفي مشاعري في جيوبِ سريرتي
وتُلِحُّ في تظهيرِهِمْ فَيَبَنَّ
أسريتُ روحي مع بناتِ خواطِري
في الأُمسياتِ وخِدرَها عطّرنَ
يسهرنَ كيما يستكينَ نُعاسُها
يحرسنَ أحلامَ المنى ويصُنَّ
يا طِفلةَ القلبِ الغنيِّ بِشوقِهِ
ما كلُّ أشواقِ القلوبِ يُنَلنَ
رِفقاً بروحٍ مكّنتكِ بِعَرشِها
وطيوفُكِ بِشِعابها يسرحنَ
وأقمنَ في حِلَلٍ مُقصّبةِ الغِوى
وهتكنَ عطرَ جنائني وأبحنَ
ودخلنَ هيكلَ مقدسي بِجَراءةٍ
ورقصنَ في رُدُهاتِهِ وفَرِحنَ
وأخذنَ من تُحَفِ الخيالِ نضيرَها
والمترَفاتِ قصائداً سرّحنَ
لَمَسَتْ أنامِلُكِ الحُشاشَةَ غضّةً
ألهبنَ كلَّ عواطفي وجرحنَ
وخَشيتُ لو يلمُسنَ صكَّ عهودنا
وبه كدُميةِ طفلةٍ يلعبنَ
ما أهنأَ الجفنَ الضنينَ ببوحِهِ
تغفو النجومُ بِرمشِهِ ويَقَرْنَ
تجلو الحروفُ غن النفوسِ همومَها
ويَفَينَ فيما هنَّ قد أُرسِلنَ
شَفَقَتْ وأجرَت في اليراعِ دموعَها
حنَّتْ على وَمِقِ الفؤادِ وَحَنَّ
شعر: بسام الأسبر