بيدَقَ العِزِّ
بقلم الشاعر عماد الدين سليمان
صبراً دمشقُ قَضاءُ اللهِ قد كُتِبا
ياجنَّةَ الأرضِ يافردوسَنا الرَّحِبا
ماضٍ تكلَّلَ بالرَّيحانِ ذو عَبَقٍ
أرضُ المَعاجزُ حيثُ الحقُّ قد غَلَبا
أَينَ الفِرنجةُ والأتراكُ تَتبعُهُم
حصنُ الأسودِ لهُ بابٌ فَما غُلِبا
ماعاشَ ضيمٌ بأرض الشامِ قاطبةً
أيقونةَ الشَّرقِ كُنتِ العُجبَ والعَجَبا
مِنكِ الحضارةُ قد نالت ثقافَتَها
عَزفُ الجّمالِ رَعاهُ اللهُ وانسَكَبا
صَرحُ الأَصالةِ والأَنسابِ موئِلُنا
جدُّ الحُسَينِ وكانَ الأَصلَ والنَّسَبا
إسمُ الإلهِ تَعالى في مَعابِدَها
حَيثُ المَسيحُ نَبيُّ اللهِ قد صُلِبا
ياشامَةَ العُربِ فيكِ الحَقُّ مُنتَصرٌ
مانالهُ الخِزيُ مَن للحقِّ قد وُهِبا
لم تبخلي بِدمٍ يوماً ومَكرُمةٍ
صُنتِ الأمانةَ والتَّاريخُ قد كَتَبا
ياشامُ أنتِ عرينَ المَجدِ في زَمَنٍ
الجَّمعُ تاهَ ومِنهُ العقلُ قد سُلِبا
في مَحفَلِ المَجدِ كَم أَرسَيتِ قافِيةً
والمَجدُ أَنتِ مَدى الأيَّامِ ماانعَطَبا
وَعدُ الشَّآمِ لَكُم في الشَّامِ مَنزِلَةٌ
يا أُمَّةَ الأَرضِ وَعدُ الشَّامِ ماسُحِبا
عَهدُ الشُّموخِ لَها أَصلٌ ومُعتَقَدٌ
والحُبُّ طَبعٌ أَثارَ القلبَ والهُدُبا
أَرضُ القَداسةِ والمِعراجُ يَعرِفُها
فيها الجِّنانُ وفيها النُّورُ مُنسَكِبا
يا بَيدَقَ العِزِّ ياسَهلاً ويا جَبَلاً
سَيفُ الشَّآمِ بِغَيرِ الحقِّ ماضَرَبا
مِنكِ الفُتوحُ لِدارِ القُدسِ زاحِفةً
لَم تُفنِ جهداً ونَبعُ الخيرِ ما نَضَبا
نَبعُ النِّضالِ يقودُ اليومَ مَلحَمَةً
يَستَلُّ رِمحاً مِنَ التَّاريخِ في حَلَبا
عَرشُ الإلهِ لَها يَحمي ويَنصُرُها
فيها الرَّجاءُ وصانَ العِلمَ والأَدَبا
مِن قَلعةِ المَجدِ نُعلي رايَةً خَفَقَتْ
يارايةَ المَجدِ صُنتِ الضَّادَ والعَرَبا
حضنُ العُروبةِ بالآلامِ أَوجَعَها
رُغمَ المَواجِعِ ضاهى العَينَ والحَبَبا
بقلمي: عمادالدين سليمان