تشتاقك الجمعات ..
بقلم الشاعر محمد الفضيل جقاوة
.
ـ إليك في عالمك البرزخي أرفع هذا القصيد عرفانا ..
.
نصلُُ رحيلك فـــي الحشا متغلغلُ
أَلِفَ النّـــــــــــواح بزفرتي يتغزّلُ
.
تجتاحني الذّكــرى فتهصر أدمعي
و أغيب عنّي فـــي وجودك أذهلُ
.
تصحو المشــــــاهد يا أميم رهيبةً
تذكي المواجع في الضّلوع و تشعلُ
.
في كلّ ناحيّة أراكِ فأكتـــــــــوي
و يحشـرج الصّدر السّقيم و أعولُ
.
كيف السّلو و للتذكـــــــــر صولة
تردي الحليم صبــــــــــــابةً وتقتّلُ
.
و يضاعف الأحـــــزان أنّك مهرة
مـــــــــــــا مثلها بين النسا فَتُبَدَّلُ
.
من تــي تطير إلى عناقيَّ عائدا
و دموع مقلتها السّحـــــائبُ هطّلُ ؟؟
.
تأبى إذا سَفَرُُ دعــــــــــــا لتوسّع
أنْ أستجيبَ فما كقــــربيّ موئلُ
.
أغلى الهــــدايا أن أودّع مجمعي
بالعـــــــــود أستبق الأوان و أقفلُ
.
تسعى تطيع محــــــــــمّدا و تبرّه
للـــــــــه ما يأتي الحنيف و يفعلُ
.
هـــــــــــذا كتابك يا أميمة شاهدُُ
فلكم أصاخ له الهــــــــزيع يُرَتّلُ
.
ترجين حِفْظًا للطــــــــوال تدرّجا
و إلى التّمـــــــــام جميعنا متعجّلُ
.
يا ليتَ أنّ المـــــوت أخّـر أشهرا
حتّى أكــــــــــــرّم مهجتي و أبجّلُ
.
باكِِ حجـــــــــــــابك للتعفّف تائق
وَلَّى العفاف ـ و ما درى ـ يتحوّلُ
.
حتى نعالك للوضوء تهـــــــــزّني
بركــــــــان شوق للضلوع يزلزلُ
.
تشتاقكِ الجمعــــاتُ يُهمس وِرْدُها
و الكهف تتلى للنـــــــّوازل تبطلُ
.
و عبــاءتي البيضاء يعبق عطرها
حبّا تترجمه العطــــــور و ترسلُ
.
طالتْ بعيدك يا أميم أظــــــافري
من تي تقصّ أظـــــافري تتفضّلُ ؟؟
.
للطهر مـــــاؤك مذْ عرفتك دائمُُ
هيهات يقطـــــع أو يقلّ فيعضلُ
.
يا من وَهَبْتِ اللــهَ قلبَكِ خالصًا
هيهات يُخْــزَى أو يُهَان المنزلُ
.
زلفى رَدَدْتِ إلى الشريعة جامحًا
يأتي الرّذائل فــــــــاجرًا يتغوّلُ
.
جـازاكِ ربّك عن صنيعك جنةً
مـــــــلء السّماء لجمعنا تتعجّلُ
.
فـــي كلّ فرض للدّعــاء عبيره
و بغير دمع الشّــوق لا أتوسّلُ
.
قد كـــــان حبّك يا أميمُ عبادةً
باللـــه ـ موصول العرى ـ يتجمّلُ
.
يمضي الزّمانُ و للغـــرام بقاؤه
ظــــلاًّ يقينا الحرّ ساعة نوجلُ
.
يا من تعجّل للخلـــود رحيلُها
لولا تمــــــاضرُ للرّدى أتعجّلُ
.
ودَّعْتُ بعـدكِ يا أميم مسرّتي
فلم البقاءُ ومـن سواكِ يُؤمّلُ ؟
.
بقلم محمد الفضيل جقاوة
20/09/2020