العاصفة
بقلم الشاعر عبدلي فتيحة
مد يديك مدها نحو السماء
ستعود ثكلى بالضغون بالجفاء
اهجر فؤادي فقد صار وعاء
لكل طير هاجر هرب شتاء
خلي جبالي فثلوجي غامرة
والبرد فيا قارس مثل الهواء
عيوني ليلها لا ترى إلا الخلاء
غبت عنه بات مهجورا سواء
هل الجدران بالشعور سكنت
لما تراك تبتسم تقول جاء
و القلب هذا نبضه صار لواء
الكل يسمع و أنا فقط صماء
إني أحن للأيام خلت طارت
سريعا و اختفت مع النقاء
يوم نواكب نجهل فيه الحياه
لما يمر يختفي نزرع نداء
ما كنت أعلم أن الغضب كاسر
يعمي الجميع ينزع حتى البهاء
لما غضبت وأطلقت صرختي
راحت تخرب و مشاعري بكاء
ما كنت أعلم سأدمر كل شيء
لما نظرت حجب حتى الضياء
و رحت أسأل كيف هذا صار
و أنا التي هالني منك الرياء
كنت أداري قلبك مثل الجنين
لولا داريت أنت مني في خفاء
قدر ظروفي فهي كلها عاصفة
فأنا بشر يا أخي تغمرني الدماء
تعبت حقا أم لأني أنا إمرأة
وجب عليا أن يصارعني العناء
أحسن أنا و شعوري هذا باء
و المرض مني غيب كل دواء
قاس انت وكلامك كذا جارح
ستقول حتى إن تغزلت الهجاء
و أنا أضيع بين أغراضك كلها
و غرضي فريد ليس له إنتماء
فهو هجين ولد من قسوتك
غابت عني يوم مولده الأسماء
خلي ظنوني أو افعل ما تشاء
العواصف تأتينا تحت السماء
و الذكر أنا بالجهاد سأربطه
أن يدفع ربي غضبا مثل البلاء
فأظل أسأل ثم أسأل دائما
و الله يجيب على قوته الدعاء
عبدلي فتيحة