أولى القبلتين 67
الغافي بين الضّلوع
بقلم الدكتور بسام سعيد
أينَ منّي يا كُلّ كلّي
يا دفء موطني
وهمس جداوليِ السريّة
بماءِ الحياة
يا خفقَ خافقي في اللّيلِ
والنّهارِ؟
أيُّها الضُّحى المبينُ
في رابعةِ الودادِ
الغافي بين الضّلوعِ
المُقيم مناسكَ عمرةِ الوصالِ
وحجِّ الوجدِ في بيتكَ المعمورِ
بالصّلاة والقيامِ
وذكرِ الحبيبِ؟
أينَ أنتَ منّي يا سيّدي
ومولاي العزيزِ؟
يا قبلةَ الفجرِ النّديّ المُعَطَّرِ
بالنّداءِ الأكبرِ
حيَّ على الفلاحِ
حيَّ على خيرِ العَمَل
وهبتني شمسَ الشّروقِ
وفرقدِ اللّيلِ الضويِّ
أسكنتني بيتكَ العتيقِ
وجّهت وجهي لأولى القبلتينِ
مسرى السّمواتِ السّبعِ
عرجتُ إليكَ على جناحِ الشّوقِ
في ليلةٍ مباركةٍ بالهيامِ
بنوركَ البهيِّ
بألفِ سنةٍ من الزّمان الأوّلِ
والآخرِ
أعلمُ أنّكَ معنا تسمعُ وترى
تعلمُ خائنةَ الأعينِ
وما تُخفي الصّدورُ
أيُّها الملكُ القدّوسُ
وهبتُكَ النّفسَ والفؤادَ
والنُّهى
أسلمتُ وجهي لكَ وحدكَ
وما أشركتُ بكَ
أحداً سواك
تقبَّل نسكي وصلاتي
في محرابكَ الأمين
المجدُ لكَ في العُلا
وعلى الأرض السّلام
وفي الكونِ المسرّة
د. بسّام سعيد