الأحد، 26 سبتمبر 2021

Hiamemaloha

رواية عبور البحر الأبيض المتوسط الجزء 6 للأديبة سميا دكالي

 #رواية_عبور_البحر_الأبيض_المتوسط 💦


 تحكي الرواية عن حياة فتاة عاشت في ظل أوضاع أسرة مغربية تقليدية....تحكمها تقاليد وعادات المجتمع التي ظلت تحت رحمتها.... مما عاق دون تحقيق أحلامها... إلى أن وجدت نفسها قد  عبرت البحر الأبيض المتوسط باتجاه مارسيليا.... حيث ضاع ابناءها هناك، وهم عرضة تياره الذي جرفهم للغوص في حياة ما كانت من أصلهم.


#الفصل_الأول       (في المغرب )


#الجزء ٦      


ما كدت أبلغ السادسة عشرة من عمري حتى بدأت فكرة تزويجي تراود أمي. فكم مرة سمعتها تثرثر مع تلك الجارة عن هذا الموضوع، راغبة منها أن تبحث لها عن شخص يود الارتباط، شرط ان يكون في المستوى المطلوب وترشده إلينا. 


توصلت حينها أن جارتنا لها عدة وظائف تتقلدها. فهي الخاطبة لمن أراد الزواج، وهي التي قد تفك السحر لمن عُمل له، وأيضا هي التي تقصد تقريبا كل بيوت الجيران، لتستدعي واحدا بواحد حتى يحضروا حفل زواج أو عقيقة أو غيرها. كما كانت تقوم بإعداد أصناف الحلويات في المناسبات حين بطلب منها ذلك. هي امرأة لم ترض أن تعيش بعمل واحد، كنت أراها غريبة وفي نفس الوقت أتساءل متى يبقى لها الوقت لنفسها وأهلها؟ إلا أني كنت متأكدة أن أولادها ربما يعانون من الإهمال.


انغرست في هذا العالم رغما عني ليس لي مهام أخرى سوى أشغال البيت، التي أصبحت تقريبا على عاتقي، لدرجة أن أمي لم تكن تسطيع الاستغناء عني.


ففي إحدى المرات قالت لي ناصحة إياي

-ابنتي كل ما تتعلمينه الآن سوف ينفعك عندما تتزوجين.


أدركت أنني عما قريب سوف أدخل القفص لا مفر منه، وسوف يتم اختيار الزوج لي حسب ذوقهم كما سبق اختيار كل شيء لي. أشعر أني جسد بدون عقل يفكر، مسجون وسط عادات واعراف نتبعها غصبا عنا. ولا يسمح لنا المساس بها ولا الاعتراض عليها، وكأنها من المقدسات الدينية .


حدثتني أمي بأمر الزواج مبتسمة، وهي تُلمّح لي بأني قريبا سأترك هذا البيت. وأني سوف أنتقل إلى العيش في بيت آخر. أحسست وكأن جزءا مني سأتركه هنا، طفولتي، أحلامي، ذكرياتي ، أحزاني ، أفراحي. بدأت أنظر إلى كل ركن في البيت وكأنني أخبره عما قريب لن أتمكن بعد من لمسه، وأني سأشتاق إليه قلت لامي :


- لماذا الحياة تفرقنا بعد أن كنا مجتمعين، كم هي قاسية؟

- ماهذه الأفكار السوداء ابنتي؟ إنها سنة الحياة لا اعتراض لها.

سكت وفي قلبي حسرة على ما خسرته عند بداية مشوار حياتي، وخوفي  على ما سيأتي به غدي. 


نمت تلك الليلة بعد أرق امتد لأكثر من ساعتين، لقد انتابني إحساس أنه عما قريب لن يظل وجودي في هذا البيت. لم يرحمني من التفكير سوى لعبتي الموسيقية، التي بدأت أستمع إلى نغماتها، حتى استطعت الهروب من الوجود إلى عالم اللاشعور، ولو لساعات علّه يرتاح بالي مني.


    #سميا_دكالي


(يتبع)

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :