بمناسبة حلول شهر رمضان شهر الطاعة على المسلمين بالخير والغفران
على بحر البسيط اقدم قصيدتي ادناه
تَنْغَضُّ أعيُنُهُ والأَجفانُ تَنقَفِلُ
ويَنْحَني الرَّأْسُ والوِجدانُ يَبتَهِلُ
في أيّ وقتٍ يَراهُ ذو اليَقينِ بِهِ
وإنْ كَفورٌ رآه صابَهُ الوَجَلُ
تَملَّكَ اجْلالهُ وجدانهُمْ فَيُجِلُّهُ
التَّقيُّ ويُغشي الكافرَ الذَّهَلُ
أَحظى الأَنام بِدُنياه ومَحشَرِهِ
مَن ذا لِتَرتيلِهِ الإغفاءَ يَبتَذِلُ
جُنح الظّلام هَجيع اللّيل أو غَسَقاً
مُروَّعاً وبلوحَ السَّهدِ يَحتَمِلُ
يَحيى ذَليلاً مع الشّيطان جاحِدُهُ
وعَنهُ مَنْ بِكلامِ اللَّهوِ يَنشَغِلُ
ومَنْ تَزَوَّدَ إمْعاناً فَضائِلهُ
نِياطُهُ بِكمالِ الله يَتَّصِلُ
ومَن إليهِ سَعتْ شَوقاً جَوارِحهُ
يَوم القيامةِ بِالغفرانِ يَنشَمِلُ
ومَن نَساهُ فَيوم العَرض مُنكَسِراً
أَمامَ مُنْزِلِهِ تَلقاهُ يَمتَثِلُ
إِنْشَقَّ لو فَوقَهُ الرَّحمنُ أَنزَلَهُ
تَجِلَّةً رَهبَةً مِنْ أسِّهِ الجَّبَلُ
سُبْحَان صَائِغه الجَّبار أكرَمهُ
ما شابَهُ خَطَأٌ سامٍ ومُكْتَمِلُ
ما سُبَّةٌ وجِدتْ فيهِ ولا بِدعٌ
ولا اعْوجاجٌ ولا شكٌّ ولا هَزَلُ
نَسخٌ بَديعٌ مِنَ الخَلَّاقِ مَصدَرهُ
فَلا زيادَةَ أَو نُقصانَ يَحتَمِلُ
هِدايةُ الخالِق المَخلوق كامِلةٌ
فيهِ ولا عَبَثٌ فيهِ ولا خَطَلُ
وسابِغٌ لِشؤونِ الخَلق أَجمعهُمْ
بَرّ الأَمان الَّذي يَعملْ بِهِ يَصِلُ
وشاملٌ وجَلِيٌّ غَير ملتَبِسٍ
مُيَسَّرٌ شَرعهُ سَهلٌ بِهِ العَملُ
يَصحّ دُستورُهُ مِن دونِ مُعضِلَةٍ
متى نَرومُ كَما أَنَّى ومُشتَمِلُ
ومُحكَم السَّبك والأُسلوب مُنسَجمٌ
بَيانهُ وفريدٌ باهرٌ جَزِلُ
عَقدٌ بَديعٌ موشَّى النَّظمِ ليس كأَنَّهُ
بِهِ لا عَليهِ يُضرَبُ المَثَلُ
أَغلى اليَواقيتِ والإبريزِ ما عَظمَتْ
لَهُ مُطاوِعةً تَجثوا وتَمتَثِلُ
خَزينةُ العِلمِ يَنبوعُ العلومِ إلهُ
الخَلقِ بارِئُهُ ثَجٌّ ومكتَمِلُ
لا تَنضَبُ الكَلماتُ السَّامياتُ ونورُ
الشَّمسِ مِن رَبنا والماءُ والخَوَلُ
ولا الهَواءُ وفي هذا البَديع بَيانُ
حالهنّ غَريرٌ مِنهُ مُكتَمِلُ
وراسِخُ الصَّرح باريهِ يُؤَمِّنُهُ
فَلا تَغيُّر يَغشاهُ ولا جَدَلُ
سَبيلُهُ مُحكَمٌ عَفٌ ومُنتَخَبٌ
مَهجورةٌ دونَ جدوى دونَهُ السُّبُلُ
بِهِ الَّذي يَهتَدي دُنياً وآخِرَةً
يَحيى سَعيداً ولا يَوماً سَيَنخَذِلُ
مَنْ ضَلَّ عَنهُ على وِجدانِهِ أَسَفاً
قد ضَلَّ لا عُذر مِنهُ قِطُّ يَنقَبِلُ
دنياهُ في ضَنَكٍ دَوماً على قَلَقٍ
تَمضي وفي النّارِ يَومَ الفَصلِ يَشتَعِلُ
نورٌ تُنيرُ الدُجى لَيلاً تِلاوَتُهُ
إِذا بَدأْتَ يُطالُ اللّيلُ تَبتَهِلُ
وروضَةٌ سُوَرُ الرّحمنِ فِتنَتُها
وماءُها كَلِماتُ اللهِ والجُّمَلُ
خَلتْ عَنِ السّورِ والحامي وَمَن عَزَمَ
الولوجَ أَكرَمهُ ياسينُ والنَّمِلُ
قَلبَ الأنامِ يُنَقِّي لَفظُ أَحرُفِهِ
كَما الأديمَ يُنَقِّي الوابلُ الهَطِلُ
أَقبِلْ عَليهِ يُسارِعْ كالبُروقِ عَليكَ
في الضِّيافةِ شَهمٌ باذِخٌ عَجِلُ
على الثَّرى وحْدهُ حُلوٌ حَبائِلهُ
إِذا وَلَجتَ إليها رُمتَ تُعتَقلُ
فَاطْلبْ لَطائِفَهُ واقْصدْ قِرائَتَهُ
إِذا عَزمتَ مِنَ الأَخطاءِ تَنفَتِلُ
ومِنْ هُمومِ الدُّنى تَنجو بلا تَعبٍ
وبِالأمانِ بِأَرضِ اللهِ تَنتَقِلُ
ديوانهُ أَحدٌ ما قد حوى عَجبٌ
علِيهِ لا حاجةٌ تُعصي ولا سُئُلُ
لِلعلمِ فيهِ وللآدابِ مَدرسةٌ
مُعلِّموها حُروفٌ ما لَهمْ مَثَلُ
رِفقاً بأَهلِ الثرى الرّحمنُ أَسَّسَها
على يَدي كُلّ حَرفٍ أُسِّسَتْ دُوَلُ
أَرقى طَبيبٍ وتِرياقٍ به سورٌ
كم عُولِجَتْ بِصدى تَرتيلِها العِلَل
في قلبهِ المَتحَفُ الأبهى وليسَ لَهُ
ولا لمُبدعِهِ حَدٌّ ولا مَثَلُ
عَظيمةٌ حَيّةٌ ما فيهِ مِن تُحَفٍ
بُنيانهنّ حروفُ اللهِ والجُمَلُ
وما تَعلّمَ لولاهُ الورى أبَداً
كَيف المَتاحِف في الأرضِ تُعتَدَلُ
مَبادئُ الزَّرعِ والتَّصنيعِ مُودَّعَةٌ
فيهِ وكُلّ فُنونِ الرِّبحِ يَشتَمِلُ
وَزْن النَّفائِسِ فيهِ لَستُ مُقتَدِراً
مِهما ذَكرتُ ولا حتى لِيَ الأمَلُ
فلا تُعَدُّ ولا تَنْبَتُّ أنعمُهُ
سارِعْ إليهِ وخُذْ ما كِدتَ تَحتَمِلُ
اَمّا أنا الخاضِعُ الذّاوِ الفَقير إلى
الرَّحمنِ لَستُ ادَّعي زوراً وأفتَعِلُ
إِنِّي أُمَجِّدهُ إنِّي أُقَدِّسهُ
لَيلي نَهاري فؤادي فيهِ مُنشَغِلُ
ويَستَكينُ فؤادي حالَ رُؤْيَتِهِ
في مأْزقٍ كانَ أَو إن صابَهُ وَجَلُ
هُو الصَّديقُ الحَقيّقيُّ الوَحيدُ لي
أَجِلُّهُ لَيسَ عَنِ باقي الورى بَدَلُ
إِسْأَلْ إذا شِئتَ كَفّي كَيف يَحمِلُهُ
بِكلِّ عِزٍّ على رأْسي وأَبتَهِلُ
مِن كُلِّ أطرافِهِ صِدقاً أُقَبِّلهُ
قد وَرَّدَتْ شَفَهاتي لو تَرى القُبَلُ
يوماً أُجَوِّدهُ يوماً أُرَتِّلهُ
مِن نورِ أَسطُرِهِ عِيناي تَكتَحِلُ
هُوَ الكِتابُ العَليّ الشّأْنِ أَكرَمَنِي
بِهِ اسْتَقامَ سَبيلي واهْتَدى العَقَلُ
قرآن مُعجزة الاسلام لا عَجَبَاً
تَقليدَهُ ما اسْتَطاعَ العُربُ والمِلَلُ
يشار علي حقويردي
العراق